م خالد نعمة
مع أن الحرب لم تضع أوزارها، ونهايتها لا تبدو قريبة، إلا أن حساب البيدر يمكن أن يجرى بشيء من التقريب.وفقاً لما يشاع، فإنه لدى حماس قوة ضاربة يبلغ عديدها نحو أربعين ألفاً، وأنا أصدق هذا الرقم من واقع هيمنة هذه الحركة عسكرياً على مناحي الحياة كلها في قطاع غزة المنكوب.وحسب ما ورد في بعض الأخبار، فإنَّ ألفين من قوات النخبة لديها هم من قاموا بعملية طوفان الأقصى، وفي بعضها الآخر أن الجولة الأولى من اجتياز الحاجز الفاصل عند حدود القطاع مع بقية الأراضي الفلسطينية قد شارك فيها عدد يتراوح بين ثمانمئة وألف مقاتل، وهؤلاء كانوا بحاجة إلى استبدال ورديف من أجل التقاط الأنفاس والمتابعة بالزخم نفسه، أي أن عدد الألفين هو عدد معقول لجهة حجم الجبهة، التي جرى فيها قتال الأيام الثلاثة الأولى.اليوم، ومع إعلان الكيان الصهيوني عن استعادة سيطرته الكاملة على منطقة غلاف غزة، فإنه أعلن أيضاً عن رقم ألف وخمسمئة جثة لمقاتلين من حماس ضمن الغلاف، لم يقيض لهم أن يرجعوا إلى قطاعهم مع الراجعين، ولا أن يبقوا أحياء ومسيطرين في المستوطنات الإسرائيلية التي اقتحموها. والرقم كما يرى الرائي مخيف بكل المقاييس لجهة نسبة خسائر القوة المهاجمة من إجمالي عددها الأصلي، فهذا لا يمكن تسميته إلا انتحاراً جماعياً.هذا دون الدخول في تفاصيل الضحايا البشرية الفلسطينية داخل قطاع غزة ذاته نتيجة القصف الهستيري الانتقامي الإسرائيلي، ولا الخسائر الاقتصادية المرعبة والدمار الحاصل في البنية التحتية هناك.وأنا هنا أتساءل بيني وبين نفسي:هل يستطيع قادة حماس أن يناموا ملء جفونهم على وقع مثل هذه الأرقام؟ألا يخشون من سؤال الأمهات عن سبب إرسال أبنائهن الشباب إلى حتوفهم؟والأهم من ذلك، ما هو المكسب الحقيقي، الذي سيباهون به، ويردون بوساطته سيول الاتهامات التي ستوجه إليهم لاحقاً والمطالبات بمحاسبتهم.
Social Links: