سيتحول الحلم الى واقع وننتصر ❤️آذار 2011

سيتحول الحلم الى واقع وننتصر ❤️آذار 2011

فرح العاقل

…كان وقع الصّرخات الأولى مدويّاً في روحي كما كانت الأشهر الأولى، قبل أن يدفنوها حيّةً لتظلّ تطاردنا ثلاثة عشر عاماً حتى نضجت واكتملت قوتها لتشقّ طريقها نحو الشمس والحرية معلنةً على الملأ أن الأمل لا يموت والحق يؤخذ، والثائر لا يفنى..آنذاك انقسمت البيوت على نفسها بين مؤيد ومعارض ومن جماعة الله يهدي البال، حلّت النقاشات المحتدمة والخلافات محل الأحاديث الممتعة والضحك في السهرات، وأضحت أيامنا كلها ترقباً وجِلاً للقادم،ثمّ حلّت علينا الفاجعة، فأصبحنا الشهداء والمخطوفين والنازحين والمعتقلين والمغيّيبين قسراً وحقداً، وصرنا نفقد جزءًا منّا مع كل رصاصةٍ، قذيفةٍ وبرميل..تحوّلت البلاد مطيّةً لكلّ مرتزقٍ يبحث عن ساحةٍ لأمجاده الزائفة فذاك سيمرّ بنا في طريقه نحو القدس، وواحدٌ يظنّ أنّ إحياء الدولة العثمانية بسهولة احتلال أرض، أو تحويل كنيسةٍ عريقةٍ إلى جامع، وآخر يحلم أن يُحيي زمن القياصرة لتركع له الشعوب إجلالاً وتمجيداً، وآخرُ دخل بأرتاله التي خرجت مهزومةً من بلادٍ قبلنا ليحارب الأسطورة الكذبة التي خلقها الوحوش أنفسهم، فصارت سماؤنا وأرضنا وبحرنا لهم، حرامٌ علينا...طوانا الظّلام وصار الخلاص، لمن استطاع إليه سبيلا، فردياً، رغماً عن أحلامنا، فرحل الجيران والأصدقاء وحبات القلوب بحثاً الأمان والحياة الكريمة التي ما عرفها السّوري يوماً على مدار أكثر من خمسين عاماً، فأصبحوا سوريّي الشتات اللاجئين في كلّ أصقاع الأرض..❤️آب 2023…بعد أن أحرقوا الأرض والحجر والبشر، بعد أن تراكمت ديوننا على ذواتنا، بعد أن صغُرنا بعين أنفسنا، بعد أن فقدنا أرواحنا التي تكدّس عليها الظّلم والقهر والوجع خلال رحلتنا لنحيا فقط، كان البركان العظيم مرتقباً وآت، وآن لصرخاتنا التي دُفنت أن تُبعث من جديد من تحت ركام اليأس والانطفاء الذي كان جاثماً على أنفاسنا، من تحت جبال الموت وصور الشهداء وأنّات المكسورين، لتحتضننا ساحةٌ سمّاها يوماً شبابٌ عصيٌّ على الخوف والذلّ،”ساحة الكرامة”لنعيد سيرتها الأولى ملئ الحناجر ونقول:❤️تجرّأنا على الحلم وللحكاية بقية❤️

  • Social Links:

Leave a Reply