د خالد بوزيان موساوي
لماذا موافقتي على فكرة “البيان” ومحتوايته؟ورقتي في الموضوعخالد بوزيان موساوي/ كاتب مغربيالمتتبع للساحة الأدبية العربية هنا / الآن مبدعا كان أو ناقدا أو مؤرخا أو إعلاميا أو مهتما، سيلاحظ حتما أنه منذ حركية (أو ثورات) “الربيع العربي”، ظهر إلى الوجود كم هائل من النصوص التي نسميها ـ تجاوزا ـ نصوصا أدبية، وكأنّ الأدب والفنون بصفة عامة لا تزدهر إلا في زمن الثورات والحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية… وهو ما حدث فعلا في أوروبا ما بين الحربين العالميتين على سبيل المثال لا الحصر، ويحدث في العالم العربي حاليا… وتزامنا مع هذا الكمّ الهائل من “الابداعات” الأدبية والفنية غاب التأطير النظري إبداعا ونقدا لتعمّ الفوضى والرداءة في غياب المرجعية النظرية المؤطرة… الإنتاج الأدبي في الغرب إبّان وبيْن وبعدَ الحربين العالميتين صاحبته وأطرته عدة نظريات ذات مرجعيات نسقية فلسفية مثل البنيوية، والبنيوية التكوينية، والمادية التاريخية، والوجودية، والسريالية التي لم تكتفِ بالمسايرة بلْ بلورت بيانا سمّتهُ “البيان السريالي” من تأليف أندري برتون والمجموعة… وفي العالم العربي قام ما يُطلق عليه “جيل 26” من البياتي وصلاح عبد الصبور ونازك الملائكة وغيرهم من بلورة تصور حداثي في مجال الشعر العربي الحديث، ومن أهم ما نُشِرَ في هذا السياق “بيان الحداثة” لأدونيس”, و”بنيات الشعر وإبدالاتها” للشاعر والمُنظّر المغربي محمد بنيس… ـ ما الغاية من البيان؟الغاية منه إدراك وتحقيق مجموعة من الرافعات من بينها:ـ رفض منطق القياس في إبداع أو تلقّي النصوص الأدبية والشعرية خاصة إذ لا يمكن أن نقيس جودة نص بقياسه بمجموعة من الشروط والقواعد المنتمية لعصور بائدة: لا يمكن للماضي أن يتحكم في الحاضر ومنه في المستقبل.ـ بلورة نظريات ذات مرجعيات فلسفية وفنية حاملة لأفكار هي نتاج حركية الواقع هنا/ الآن قابلة للتطبيق وتفتح أبوابا تتيح السير بالشعر والأدب والفكر العربي قُدُما إلى غد أفضل.ـ الإيمان بكون المنتوج الشعري والأدبي والفني قاطرة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية الوهمية بين الأقطار العربية ودول المعمورلأجل نشر ثقافة السلام والحرية والعيش الكريم.
Social Links: