مليكة قلبي وملكة الثورات

فلورنس غزلان

تستعيدين شبابك في السويداء :ــالياسمين الدمشقي يستعيد عطره بين عناقيد جبل العرب ،العشق والحنين وأهازيج الأمل تتمايل لها خصور النساء الحالمات بنسيم الحرية لسورية كلها..يمنحني حضورهن اليومي،وإصرارهن النسوي ذخيرة ذاكرة لاتموت رائحتها بالتقادم..ولا تخفت لوعة عشقها مع الزمن ولا مع الكهولة أو الشيخوخة..أليس غريباً كيف تقبض على روحك وتختفي في مسامات جلدك..تتنفس نصف الأوكسجين الداخل إلى خلاياك؟..في كل يوم أضرب معها موعداً صباحياً..نخرج فيه من الوقت قليلاً لنحلم..وإلا فإن ماتحمله جرعات الخبر المتدفق مع الدمع والأمل..سيقضي على ذخيرتي وينهيني….يوشوشني الشذا ويدغدغني الحب والحنين ..فأسكر مع فنجان قهوتي الصباحية..وأنتشي ثم أتحضر ..للآتي….أقرأ مايحمله الفضاء ومايتناقله الأصدقاء..أصاب أحياناً بموجة حزن لا أستطيع ايقاف صخبها..إلى أن تتكسر على صخرات أملٍ يصدح به عندليب يغني في ساحة الكرامة، أو صوت شاعر يناجي التاريخ في قريا سلطان باشا…فتصعد روحي وتشرئب عنقها نحو السماء وأرفع رأسي عالياً أناطح التيبت وأيفريست..وأتفوق عليها صارخة فوق ضبابها..:ــ أنا سورية ولي الحق أن أفخر,أنا سورية..فليقف العالم ويتفرج..على موتي..على قتلي..على هواني..على مايفعله جبروت الطاغوت…لكنه سيذهل..حين يعلم أن الحكاية السورية لاتنسجها أيدٍ تدعي أنها مع الحق..ولا تنصرها حلقات ومجالس تدعي الدفاع عن الحق الإنساني.. ولا منظومات دول لاتهتز مناقير قادتها..إلا حين يكون الصيد وافراً والمعادلات في ميزان السياسة ثقيلا راجحاً في كفتهم ، وإنما تصنعها لنفسها ولوطنها وللتاريخ..أيادٍ شابة سورية المنبت والمنشأ..ملكة الثورات..أنصبها ملكة على قلبي..ورغماً عن أنف الكون سنكللها بالغار ملكة الثورات العالمية..وإن غداً لناظره قريب.النصرلنا رغم انف الاسد.