السباحة في مسنقع الدم

السباحة في مسنقع الدم

سمير سطوف

سمير سطوف
“” السباحة في مستنقع العدم “”
أتابع على بعض الغرف الواتسابية مستوى المداخلات الإنفعالية جميعها حول تقييم الموقف في غزة الجريحة، بعيدا عن إعمال قوة العقل والمنطق ممن هم مع حماس وممن هم ضد حماس والشبهات العديدة الثابتة عليها .. ومدى الإحتكاكات عبر الحدية في المماحكة على منصات الإستعراض، وصولا إلى الإتهام المتبادل، دون الأخذ بعين الإعتبار وجود إختلافات في وجهات النظر والءي من شأنه الخروج بخلاصات مفيدة .. إلا أن الحديون يرفضون منطق التكامل الذي يولده الإختلاف، وبدافع من بنيتهم الذهنية يحولون عدم التطابق إلى خلاف مدمر ..
يا سادة :
لا شك في أن التجاذبات والإفتراقات العديدة حول النظرة والتقييم لما يجري في فلسطين سواءا بغزة أ و في الضفة الغربية، أخذت منحى تناحري يبتعد التقييم الموضوعي المسؤول لفهم المجريات والإنعطفات على كافة المستويات الدولية والإقليمية والعربية، وما يهمني على الأخص السورية، والتي تمحورت حول:
— البعض الذي تمتع بحسٍّ وتأييد عاطفي لحماس عبر خطاب متقد لاهب وغاضب، يعد بقرب النصر عبر تشكيل جيش عرمرم زاحف على الصهاينة أوله في الفايسبوك وآخره على الواتساب مرورا بجحافله المتعددة على التويتر والأنستغرام والزوم، ودنيا النضال تنتظر نتائج زحفهم المؤزّر، وإنجاز التحرير …!! وهنا لا ألوم أحد بل أتفهم مدى الجوع والشهية لإنجاز أي نصر عسكري أو معنوي يعيد لنا بعض التوازن الذي كدنا نفقده
— وآخرون لم يروا في المجريات في غزة سوى دور مشبوه لحماس ورمي حجر في الهواء لا ندري على أي رأس يقع، منطلقين من التشكيك بدور حماس، لاسيما في المآلات التي يمكن أن تتمخض عنها هذه المعمعة، والإنقسام السوري حول ذلك ملحوظ، وكل وجهات النظر تملك قدرا لا بأس به من الوجاهة ، فحماس التي طعنت الثورة السورية والشعب السوري في الظهر، وطعنات ذوو القربى أشد إيلاما، فالحليف الداعم والمشارك في قتلنا، سواء المجرم بشار أو الدجال حسن نصرالله أو كبير المجرمين والمنافقين والدجالين الولي السفيه في طهران، دون أن ننسى السفيه الذي وصف المجرم قاسم سليماني بشهيد القدس بثلاثيته (المقدسة) أو بالأحرى المدنّسة، فهل يستطيع هؤلاء لاسيما أولياء الدم منح الثقة للمتآمرين، وهل يتقبلون فكرة أن تكون وطنيا وقوميا في فلسطين وبالوقت ذاته قاتلا دجالا منافقا في سورية، بل ويتم إهداء النصر إلى رموز القتل والجريمة والتآمر…!!! وهل من الممكن أن يكون الرد عليهم بالتخوين ليقابله الرد بالتخوين أيضا..!!
— وهناك من يرى أن حماس كانت ضحية ومخدوعة من قبل مشغّليها في محور المماتعة، والضحية هنا ليس قيادة وعناصر حماس فقط بل الضحية هي الشعب الفلسطيني، وربما القضية الفلسطينيةبرمتها لا سمح الله، ومنعكسات ذلك على شعوب المنطقة قاطبة.. ورأينا طبيعة الرد على البعض القليل الذي لمّح بكل لباقة إلى تقصير فصائل محور الممايعة عبر أبواق هذا المحور، ولم يكن رد التافه المجرم محمد رعد عليهم ووصفهم بالثرثارين أقسى الردود..!!
— وآخرون يرون أن الإتفاق الذي تم إبرامه في لقاء بيروت برئاسة وزير خارجية نظام ملالي طهران ومشاركة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وذلك قبل تفجير الكلية الحربية في حمص، فقامت إيران وحزب الله بتنفيذ التفجير بحمص، وقامت حماس بعمليتها العسكرية البطولية، وتنصلت فصائل محور الممايعة من الإتفاق، فأي مهتم بالشأن السياسي والوطني يعلم علم اليقين طبيعة الدجل والتقية لنظام الملالي القائد والمالك الفعلي للقرار، وغير مقبول أن تدّعي حماس أنها تعرضت للغدر من قبل محترفي الغدر والعداء لكل ما يمت للعروبة بصلة.. مع أن حتى أطفالنا يدركون مدى النفاق والتقية لدى نظام الملالي ..!!
— وهناك من تذهب تشكيكاته أبعد من ذلك بدور إيران وبعض قادة حماس..
— وطالما أن االطروحات متعددة والإحتمالات عديدة أيضا، وليس لأي طرح أن يحتكر الحقيقة، وقد تكون المآلات هي الكفيلة بإلقاء الضوء الكاشف على المستور طالما أن المعلن تكتيكي محض ..
— علينا أن نراقب جيدا الفجور الأمريكي–الأوروبي الذي تخلى حتى عن الحدود الدنيا لأي وازع أخلاقي أو إنساني، وبشكل غير مسبوق على الإطلاق.. لكن علينا أن نقرأ جيدا التحولات في الرأي العام الدولي عبر التصويتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا لاشك أنه سيفرض نفسه على صنّاع القرار في الدول التي هوت في موقفها وسلوكها تحت السقوف الأخلاقية والإنسانية المقبولة، وانحازت بصفاقة غير معهودة — أقله في العلن — لمعسكر المجرمين والقتلة في دولة الصهاينة العننصرية، وبدأ التغير في المزاج الدولي يفصح عن نفسه وإن كان بشكل خجول ومتدرج
— لكن الثابت الوحيد في كل هذه الإفتراقات والتقاطعات حتى الآن هو أن هذه العملية البطولية في غزة بكل المقاييس، أعادت الإعتبار إلى أن القضية الفلسطينية هي جوهر القضايا العالمية على الإطلاق، بل هي المؤشر المحدد لمآلات الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الحرية والإستعمار، وأعادت طرح القضية في واجهة الحدث العالمي رغم المحاولات الدائمة لقوى الإستكبار الدولي الرامية إلى وضعها على رف النسيان ..

  • Social Links:

Leave a Reply