امريكا: حرب من أجل من ولماذا؟

لم يعد بالإمكان الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية

______________

في كل مرة كانت تدخل امريكا فيها حربا كانت تسبقها بدعاية تمويهية تضليلية على شعبها وعلى العالم لكي تبرر هذه الحرب.

اليوم ارسلت طائراتها وغواصاتها وبعض جنودها تحت ذريعة عدم توسع المعركة لكي تشمل الإقليم.

لهذا يمكن القول إن امريكا تستخدم هذه الذريعة لتضرب إيران.

لكنني لا ارى أن ذلك سيحدث حتميا للأسباب التالية:

_ أن المفاعل النووي ليس هاجس امريكا لأن إشكالية هذه المفاعل استمرت طويلا وصولا إلى إيجاد حل مع أوباما ليعود ترامب وبايدن إليه كمزاودة ولعبة سياسية داخلية وانتخابية والتأكيد على أنها مهيمنة، تعقد وتنقلب على اتفاقياتها كما تشاء

_ مهما حاولت امريكا تدمير إيران فإنها لن تستطيع تفادي خسارات لها بالمقابل حيث توجد قواعدها في الشرق الأوسط ،وامريكا تحسب للأمر أكثر من الحكومة الإسرائيلية مما جعل بايدن يسارع إلى زيارة لإسرائيل التي تحاول توريط امريكا بصورة أو أخرى.

_ ليس من الاكيد أن اسرائيل لن تتلقى ضربات معادية لها وبالتالي خسارات عسكرية ومدنية كبيرة إلا أن حكومتها المغامرة والمتخبطة تحتاج إلى دفع امريكا باتجاه حرب إقليمية لاستعادة مشاريع التطبيع.

_ أن بايدن لا يخدم معركته الانتخابية بخسارة بشرية في جنوده أو قواعده في المنطقة عدا عن أن إطلاق القذائف الصاروخية على إيران لا يعني احتلالها عسكريا وبالتالي عدم سقوط حكم آيات الله الذي يشكل الهدف الأساسي في كل حرب.

.

_ أن امريكا في أقصى ما يمكن أن تقوم به هو هجوم محدود من خارج إيران عليها لكي تبين للعالم أنها تستطيع أن تضرب انى تشاء اللهم إلا إذا بدت صواريخ إيران وحلفائها تسقط على الدولة الاسرائيلية.

.

_لا ارى أن الموضوع سيصل إلى حرب إقليمية عالمية لأن امريكا وايران لا تريدان ذلك و طالما ان السلاح النووي لا يتم استخدامه في الشرق الأوسط خاصة وأن الدخول في حرب أو الدفع باتجاهها شيء وأن انهاءها شيء آخر.

_ أن تعدد الجبهات الأمريكية في الشرق الأوسط وفي أوروبية الشرقية وفي مجال المحيط الهندي _ الهادئ الاستراتيجي يعني أن الحلف الأطلسي يريد بكامله أن يحسم لصالحه رغم الخسائر الذي سيتكبدها ولكن لا يوجد من مؤشرات لذلك إذا تركنا جانب الحرب الدعائية للدول.

_ أن موقف امريكا والغرب سيتوقف على مسألة الرهائن ونتائج الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة وما يمكن أن تقوم به إيران لأن الغرب كله أصبح محرجا بعد تصويت الأمم المتحدة عدا عن أن شعوب العالم تطالب بالأمن والسلام وانهاء الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي.

_ لا يمكن لأمريكا أضعاف نفسها بحرب جديدة لأن روسيا إن لم تخسر الحرب في اوكرانيا فإنها منتصرة كما أن الصين تربح أكثر في حال تعدد الجبهات الأمريكية وذلك على حساب امريكا.

_ أن قضايا الشعوب ومن بينها القضية الفلسطينية والسورية والليبية والسودانية ستعود إلى جدول الأعمال لان المعسكر الغربي بدأ يعي أن شعوب الجنوب ترفض سيادته وانها تملك أسلحة أخرى في مواجهة تقنياته العسكرية القاتلة وانه لم يعد بالإمكان الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية.