م خالد نعمة
إن كان من يقرأ تدويناتي الأخيرة، يظنني قد اتخذت فيها موقفاً معادياً لإخوتي وأبناء جلدتي العرب الفلسطينيين، فهو واهم أو يخطئ قراءة المكتوب.
قلبي على أهل فلسطين، وهواهم هواي، ويوم سعدي، يوم ينعمون بحريتهم واستقلالهم وقرارهم المستقل، ويوم لا يعود أحد يتلاعب بقضيتهم وبحاضرهم ومستقبلهم.
صديقك من صدَقك، لا من صدَّقك، هكذا قالت العرب، وأنا مع قولها قلباً وقالباً. ومن هذا المنطلق، ما كان يمكنني أن أقول إلا ما قلته تنبيهاً وتحذيراً مما حيك ومما ينفـَّـذ.
لا شك لديَّ إطلاقاً أنَّ مقاتلي حماس الميدانيين، الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، ويبذلون دماءهم رخيصة كرمى قضية العرب الكبرى، هم أصحاب حق، وأنهم وطنيون بامتياز، وأنهم يسطرون بطولات أسطورية، ولا يمكن للمرء إلا أن ينحني لهم احتراماً.
لكن، وهنا لبُّ المشكلة…
إن ارتباط قيادات هذا التنظيم بأجندات خارجية، لا علاقة لها إطلاقاً بقضية الفلسطينيين التحررية، قد جعل ما حصل حطباً إضافياً في محرقة قضيتهم، ودرجة أخرى أشد خطورة في سلم تصفيتها تصفية نهائية دون أن يحصل صاحب الحق على أبسط حقوقه، لا بل مع مؤشرات قوية على أنَّ الآتي سيجهز على ما تبقى له من مقومات الوجود الفيزيائي والإنساني والاجتماعي كشعب حي.
لا يكفي للإنسان أن يكون صاحب قضية محقة ونبيلة، ولا يكفيه أن يبذل في سبيلها غاليه ونفيسه وروحه أيضاً فوق ذلك، بل ينبغي قبل كل هذا أن يفكر كيف يمنع عدوه من استغلاله لخطواته، كي يقوم بتصفيته والقضاء عليه.
إيقاف المجزرة والهولوكوست الواقعان على غزة الآن أولية، وكل استمرار بالقتال هناك تحت مسمى تلقين الصهاينة درساً بليغاً هو متابعة لتدمير ما لم يدمر حتى الآن من البقية الباقية للفلسطينيين.
ليس كل من طبل مع المطبلين هو مع الفلسطينيين، وليس كل من انتقد وحذر ونبه هو ضدهم.
عسى كلامي وكلام غيري المشابه في الفحوى يصل إلى الأفهام، وعساه يجد من يصغي إليه ويعمل به.
لا أعرف كيف ستقف الحرب الدائرة المدمرة، ولا من هو القادر على إيقافها أصلاً، لكنني أعرف شيئاً واحداً مهماً للغاية، وهي أنه يجب أن تقف قبل فوات الأوان.
وعليه أوقع.
Social Links: