احرقوا كتب التاريخ ياعرب

نمرود سليمان

منذ ستة وسبعين عاماً تضخ الأنظمة العربية في وسائلها الإعلامية وأحزابها السياسية وسلطاتها التنفيذية بأن فلسطين هي القضية المركزية لشعوب الأمة العربية وهي قلبها النابض وتحرير فلسطين هو الشغل الشاغل لكل عربي ، خصصت الأنظمة العربية من ميزانية دولهم نسبة كبيرة لمحاربة اسرائيل وتحرير فلسطين وأصبح وجود هذه الأنظمة مرتبط بالقضية الفلسطينية .
منذ شهر من الزمن يتعرض الشعب الفلسطيني للابادة حسب قانون الأمم المتحدة بعد العملية العسكرية التي قامت بها حماس تنفيذاً لمشاريع خارجية دون حساب لليوم التالي وعدم تقدير التداعيات .
كل خمس دقائق يقتل طفل فلسطيني ، عدد القتلى على مشارف العشرة الاف بعد شهر من الزمن ، بعد هذا الدمار الحاصل لشعب فلسطين نلاحظ مظاهرات في باريس لندن واضرابات في أغلب الدو ل الاجنبية حتى في نيويورك وواشنطن ، مظاهرات واضرابات في العواصم الأوروبية وامريكا تغيّر الاراء السياسية لحكومات هذه الدول لصالح الشعب الفلسطيني ، لم نسمع من الأنظمة العربية إلا الجعجعات والإدانات والرسائل وما زالت المظاهرات الخجولة في بعض العواصم العربية تحت سيطرة الأمن وشعارات محددة من قبلهم .
لقد سقط تاريخكم المزور أمام أول اختبار يا قادة العرب لذا مطلوب من الشعوب العربية تمزيق هذا التاريخ الخادم للمناصب وليس لمصالح الشعوب .
نعم دخل الشعب الفلسطيني بأمر تجربة منذ ستة وسبعين عاماً ولكنه سيخرج منتصراً شاء من شاء وأبى من أبى ، سيقضي الشعب الفلسطيني على عدوه الداخلي لأنه الاخطر ويفضي على كل الغزاة والطغاة ، الشعوب تكسب الحياة ، الغزاة والطغاة يكسبان مرحلة من الزمن ويرحلان .
قليل من الصبر وكثير من الأمل وبعدهما الانتصار .
نمرود سليمان