المتفجرون والمعرفة التاؤيخية

المتفجرون والمعرفة التاؤيخية

جودت سعيد

إنني أنظر إلى هذه الأحداث بمنظار مختلف، فنحن جميعاً نسمع أن الدول المتخلفة أو التي لم تتمكن من تحصيل العلم والمعرفة، أصبحت تُطعّم أطفالها ضد أمراض تسبب موت الأطفال وإعاقتهم،

ويؤدي هذا إلى تراجع الجراثيم والأمراض إلى درجة أن جرثوم الجدري لم يعد موجوداً إلا في المخابر،

حتى أنهم أعلنوا عن جائزة لمن يقدم حالة إصابة واحدة بالجدري!

وأنا أقول:

إن هؤلاء الذين ينفذون الانفجارات، سواء أكانوا أمريكيين أو يابانيين أو مسلمين أو بوذيين أو من أي دين أو جنسية أخرى،

هؤلاء لو كانوا مطعمين بمعرفة تاريخية واضحة متسلسلة معقمة نظيفة، لما قاموا بهذه الأعمال.

إنني أعتقد أن المعرفة التاريخية هي التي ستقضي على الفساد في الأرض وسفك الدماء،
سواء في ذلك جماعة قورش التي فجرت أوكلاهوما،

أو جماعة الحقيقة المطلقة في اليابان الذين فجروا قنابل الغازات السامة في الأنفاق،

أو الذين اقتحموا المسجد الحرام واحتلوه أياماً في مطلع القرن الخامس عشر الهجري

، وكل الذين يفجرون السيارات والطيارات، كل هؤلاء لم يكونوا ليقوموا بهذه الأعمال لو تزودوا بالمعرفة التاريخية.

والمعرفة التاريخية لمسيرة الإنسان ستكون المصل الواقي من الفساد والإفساد وسفك الدماء،

لا أقول هذا بالنسبة للشباب الذين يفجرون القنابل والسيارات المفخخة في العواصم العالمية فقط،

بل أقوله عن الرؤساء والزعماء العالميين والمحليين الذين اتخذوا القرارات

التي أشعلت حروب الخليج وفيتنام والجزائر وكل الحروب الاستعمارية والتحريرية، فالذي دفع الجميع هو عوزهم للمعرفة التاريخية.

  • Social Links:

Leave a Reply