فلسفة الغياب

فلسفة الغياب

عائدة الشعراني

كلُّ الّذينَ غادروني كانُوا يتمنون أن يروني قطعاً ممزقةً ..
إذ لطالما قلْتُ أنا امرأة مُركَّبةٌ من قطعِ الحزنِ الصّغيرةِ …
هم لا يعرفونَ أنّني أحتاجُ غيابهم ..ففي كلِّ غيابٍ
أنا أرتقُ ثقوبَ قلبي بذكراهم ..بحبّهم المزهرِ في قلبي أبداً..ببقايا كلامهم العالقِ على أطرافِ ذاكرتي..

تلومني صديقتي..
تقولُ ،حينَ يموتُ الشّغفُ في قلب من تحبُّ ولهفةُ الحديثِ ..حينَ تقلُّ الرّسائلُ ..وينقطعُ الرّنينُ من هاتفِكِ …هم لم يعودوا هنا ..لم يعد يعنيهم أن تبكي أن تندبي أن تلطمي روحك وتمزقي بأظافرك حريرَ قلبك…

وأنا أقولُ …كلما ابتعدوا سألقي ببعض روحي إلي نيران شوقهم كي لا تبردَ ..سأرمي بأحلامي حلماً حلماً في مجامر غيابهم كي لا تترمّدَ ..
هي لا تعرفُ أنَّ فرحي ..سلامَي الرّوحي ..انتصاراتي في غيابهم لا تغريني ..
أنا أحتاجُ حزني ..أحتاجُ هذا الوجعَ لألمّ قلبي إلى بعضه كي لا ينكسرَ وحدةً وفراغاً ..
أنا فقط أحزنُ لأنّ الحزنَ آيةُ الله الأقدسُ والأعجبُ ..مذ نزلَ آدمُ إلى الأرض كانَ الحزنُ رفيقَ القلوبِ الصّافية ..
هي لا تعرفُ مثلي أن البحرَ يشتدُ زرقةً كلما ألقينا في عمقهِ همّنا وحزننا …هي لا تعرفُ أن شجرةَ النخيلِ تلامس السّماءَ كلما حزنت أكثر..
وأنا أحتاجُ غيابهم وأحتاجُ حزني لأكونَ أجمل وأنقى💔

  • Social Links:

Leave a Reply