الايديولوجيون لا يستطعوا العيش مع الاستقرار والسلام .

الايديولوجيون لا يستطعوا العيش مع الاستقرار والسلام .

نمرود سليمان

الفكر الايديولوجي بكل أنواعه الديني والسياسي والقومي والاقليمي لا يستطيع العيش والتأقلم مع الاستقرار والسلام ومصالح الشعب بل يحارب بقوة هكذا مناخات ويعمل على تسخين الأجواء السياسية المستقرة ويحولها إلى ساحات للصراع التناحري بينه وبين كل مختلف عنه ويعتمد على الأرهاب سلاحه الوحيد .
منذ وصول نتنياهو وحزبه ( الليكود) الى الحكم منذ عقد ونيّف من الزمن لم تشهد المنطقة أي نوع من الاستقرار لأنه ينطلق من ايديولوجية دينية بعيدة عن الواقع والحقيقة ، منذ أربعة وأربعين عاماً سيطر رجال الدين على السلطة في ايران والشعب الايراني يعاني في المجالات كافة بالرغم من الثروات الهائلة التي تملكها الدولة لأن ايديولوجيو السلطة ينتظرون عودة ( المهدي ) المنتظر ويسخرون امكانيات الدولة للتحضير بقدوم المهدي واعتمدوا على المرجعية نفسها بتأسيس تنظيمات خاصة بها في دول عربية عدة وتقدم لها ما يلزم من أجل زعزعة الاستقرار والأمن والسلام حتى تحولت أربع دول عربية الى فاشلة بسبب الايديولوجية المعتمدة في ايران .
اردوغان وحزبه منذ احدى وعشرين عاماً حوّلوا جمهورية اتاتورك العلمانية الى مقر عالمي للاسلامين بالعالم بناءاً على نظرية الأخوان المسلمين بحيث اصبحت دولة بحجم تركية دولة معزولة ، كما أن عروبة عبد الناصر انتهت بفضل ديناميكيات جديدة لا تتناسب مع نظرية عبد الناصر الايديدلوجية القومية وهكذا تبخرت شعارات البعث أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة كما انهارت الايديولوجية الماركسية اللينينية ( ياعمال العالمي اتحدوا ) .
ما يدور في غزة منذ خمسين يوم ويوم هو صراع تناحري بين ايديدلوجيتن دينيتين تمثلهما حماس والليكود ، لقد تم تدمير قطاع غزة بشكل كامل وازيلت كل وسا ئل العيش فيه .
الدمار هو الابن الشرعي للايدولوجية الدينية وقد رأينا ذلك في القرون الوسطى عندما حكمت الكنيسة أوروبا ونرى الشيء نفسه في الشرق الاوسط وغزة نموذجاً .
ما جرى في غزة يوم 7 اكتوبر تجاوز غزة والسلطة والوطن العربي بل العالم وتحوّل الى ديناميكية ستغير العالم كله لأن الانفجار كان هائلاً يوم السبت ٧ اكتوبر والذي جاء من خارج المنظومة العربية والدولية.

  • Social Links:

Leave a Reply