خرج الناس للمطالبة بحقوقهم المشروعة في ساحة الكرامة.

خرج الناس للمطالبة بحقوقهم المشروعة في ساحة الكرامة.

د عمر عبيد


البعض طالب بحقوقه في العيش الكريم ودعوني أختصرها بميمات خمس:
/الحق في المسكن والمأكل والملبس والمدرسة والمداواة/ .
والبعض طالب بحقوق سياسية مشروعة أيضاً :
/حرية الرأي، إنهاء تعسف أجهزة الأمن وخروجها على القانون واستهتارها بحياة البشر ومصائرهم، المشاركة في أي قرار يخص الناس والبلد، استعادة دور الدولة التي أكلها نظام حكم غير شرعي ولا منتخب…الخ/.
ومن باب أن أية حقوق معيشية لن تُصان وتُستدام إلا بنظام حكم شرعي يمثل الناس فقد خلَص الناس إلى نتيجة مختصرة تحقق الأمرين معاً /حقوقهم المعيشية والسياسية/ تتمثل بالقرار 2254.
هذا القرار عليه اتفاق أممي وعربي، يحفظ وحدة البلاد ويؤمّن إلى حد ما انتقالاً سلمياً سلساً تدريجياً للسلطة ويبقي على رمق ما في الجسد السوري المنهك.
ليس خافياً أن تقسيم سوريا إلى كانتونات أو جيتوات طائفية أو إثنية هي غاية تحلم بها وتسعى إليها دول إقليمية تتقاتل فوق أرضنا وتستخدم بعضنا وقوداً لتحقيق غاياتها ومصالحها.
إن استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها شعبنا وتعنّت النظام في طغيانه ليسا مبرراً لتمرير أي مشروع لتدمير وطننا السوري.
أجدادنا هم صُنّاع الوطنية السورية وما رفضه سلطان الأطرش ورفاقه من منفاهم الصحراوي قبل مئة عام لايجوز لنا قبوله اليوم فنحن لانزال نعيش فوق أرضنا حتى الآن.
لايجوز لمن يعتبر نفسه مرجعية وطنية إعطاء أي غطاء لمشاريع انفصالية لاوطنية، فالمرجعية تبقى كذلك طالما التزمت بالخط الوطني التاريخي لجبلنا العظيم، وغير ذلك فلنا في تاريخ أجدادنا مرجعيات تهدينا وتكفينا.
أخيراً، ساحة الكرامة هي ساحة وطنية سورية وعلى من يريدها غير ذلك أن يبحث لنفسه عن موطىء قدم في مكان آخر وليسعَ سعيه ولينتظر إنّا معه لمنتظرون.
إنّ شق الصف في الساحة والانحراف عن المطالب الإجماعية لايخدم سوى النظام وأزلامه فثوبوا إلى رشدكم واكفونا شرّكم.

  • Social Links:

Leave a Reply