د. منذر ابومروان اسبر
هناك عدد واسع من العرب يعيش العرض المرضي المدعو بعرض استوكهولم الذي يدفع صاحبه إلى اللجوء لمن يضطهده من أجل حمايته وانصافه رغم أن المضطهد يستمر في ممارسة اضطهاده .
العرب عاشوا اضطهاد الغرب لهم باستعمارهم ونهبهم وتجزئتهم والعمل على رفض أو إنهاء أي دور إقليمي لهم في شؤونهم ومع ذلك مازال معظمهم يلجأوون للغرب وعلى رأسه امريكا الاجتياحية للعراق العربي ولأفغانستان الإسلامية وفلسطين العربية_ الإسلامية .
افريقيا الجنوبية التي عاشت اضطهاد الغرب لشعبها وقيام حكم عنصري ابيض فيها تخلصت من عرض استوكلهم بل أرادت أن تعطي للعرب درسا في تحررهم عبر رفض الاضطهاد لهم ووجدت بإقامة الدعوى التي أقامتها أمام محكمة العدل الدولية تعبيرا عن هذا الرفض وإدانة للعدوان على شعب مضطهد . بل لابد من القول أن قادة أفريقيا الجنوبية يطرحون أنفسهم قادة الجنوب العربي _ الإفريقي حقوقا وكرامة وحرية .
وأمام الاسئلة التي طرحت في المؤتمر الصحفي على وزير الخارجية المصري والسعودي اليوم 28-1-2024 المتعلقة بتنفيذ قرارات المحكمة الدولية كانت الإجابة بالهروب من الاسئلة برفع لافتة احترام القانون الدولي وكأن القانون الدولي نفسه قد تم احترامه بإقامة دولة اسرائيل مع وعد بلفور ١٩١٧ اوتوسعاتها ١٩٦٧ او تطبيق اتفاقيات أوسلو ١٩٩٣ أوالعدوان البربري على المدنيين العزل اليوم في غزة .
لايمكن تفسير مواقف الأنظمة عربيا أو إسلاميا ولاحتى بمنطق مصالح دولها المسؤولة امنا وسلما وحقوقا ، ولايبقى سوى أنها أنظمة مريضة كما أشرنا بل و نقلت عدواها إلى كيانات دولها وتهديدها بالانهيار .
والاغرب من ذلك أنها-أي الانظمةتقبل بالسيادة الخارجية والتدخل في شؤونها ، بينما تستبعد أية سيادة توافقية مشتركة أو اتحادية أو ديمقراطية بما يجعلها إلى جانب فقدان دولها لأبسط وظائفها الأساسية العامة تسير عكس حركة التاريخ المعاصرة بقيام الكيانات الإقليمية لمواجهة العولمة الأمريكية الأطلسيةالزاحفة .
المصاب بمرض استوكهولم لايرى أنه مسؤول هو عن الدفاع عن كرامته وأمنه وحقوقه، لانه يأخذ هذه الكرامة والامن والحقوق من اسياده المضطهدين اياه ولهذا نجد الأنظمة العربية تلچأ إلى أسياد القانون الدولي وعلى راسهم امريكا دون أية مسؤولية لهم في العمل لتطبيق هذا القانون سواء باستخدام سلاح البترول أو قطع العلاقات الدبلوماسية أو إلغاء اتفاقيات التطبيع .
القانون الدولي رغم ضرورته النظرية يتيم سواء من قبل اسياده الدوليين أو من قبل تابعيهم من الأنظمة أو النخب العربية الرسمية وشبه الرسمية ، وغزة لاتملك مع مناصريها في العالم كله سوى أن تجعل من قضية التحرر عتبة الحق الدولي والديمقراطية .
Social Links: