أ عادل الحلبي
هذا وطني …هذا مكاني….
ويسألونك من انت ؟؟؟
وانتَ تتأرجح في هذا الزمن الرديء……
……
انا من عمر الزمن…..
ومن حيثيات هذا المكان…ومن تفاصيله الصغيرة…
….
هل ترىالقناطر المرصوفة كقوس قزح وكيف تحنو على ساكنيها…..
وهل ترى الاعمدة المنتصبة نحو الله بنقوشها الرائعة
كيف تكرر ابتهالاتها الجميلة كل يوم….
وهل ترى اسوار الحقول وحيطان البيادر كيف احتضنت غلالها
هل ترى هذه البيوت كيف انفتحت للضوءوالضيف وعبقت بالطيب والانسانية…
وهل ترى كيف تشمخ هاماتنا بتاريخ الشرفاء من اجدادنا
وهل ترى ..حتى هذا التراب الذي يشاكل لون الدم..يضمّخ بالذكريات الرائعة
وهل ترىالسنديان كيف يصارع الجفاف ويعاند فؤوس الأوغاد ولا زال ينتصب ولّاداً شامخاً….
هل ترى كومة القمح في ساحة البيدر كيف تغني اهزوجة الحقل …وشتلات الحبق تتكئ على خاصرة الخابية
وهل رايت بقايا الجرار تفتح فمها لتوزيع النبيذ المعتق من جوفها النشوان بعبق الكروم
وهل ترى التوت الشامي والتفاح الجبلي ودوالي العنب التي تسلقت الاعمدة وكوّنت العرائش ..
والتين والزيتون …… واستراحة قطيع الماعز على كتف بحيرة الماء
وهل رايت صهوات الخيول التي خلعت سروجها واستراحت
تحت مرأى من( جفنة بن عَمرو الغساني) الذي لازال في طور بناء قلعته بالقرب من اعلى قمة في هذا الجبل.فوق تل جفنة..
وهو يلوّح لدمشق وجبل الشيخ ويجمع الفستق الحلبي
والتمر الديري وليمون الساحل وزيتون ادلب وشوندر العاصي واقطان الفرات وقمح حوران ويرفعها ايقونةً وادعيةً
كي ترى عشتار وتموز والخَضِر…
انا من كل هذا…
انا اعرف الله …والله يعرفني
(ايهاالمرتزقة الانذال..أيها الأوصياء القاصرون)
انا السوري لااحتاج احداً وصيّاً ولا قوٌاداً
هيّا اخرجوا من وطني وخذوا معكم عملاءكم والمخبرين
هذا وطني …هذا مكاني…..
انا في ساحة الكرامة…….
Social Links: