حازم نهار
- قيل إن أحد أهداف عملية طوفان الأقصى هو إيقاف قطار التطبيع، لكن ربما تقود العملية، وما حصل بعدها، إلى العكس في اعتقادي، أي تسريع هذا القطار بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
- بعد كل حرب، ستكون هناك عملية سياسية بالضرورة. وإن جوهر العملية السياسية المتوقعة، والمقبولة أميركيًا وأوروبيًا، وحتى عربيًا على نطاق واسع، هو استبعاد الحركات الفلسطينية المسلحة.
- لن تقبل إسرائيل بوجود أي تهديد أمني فلسطيني لها، وإن الإفراط غير المسبوق في التدمير والقتل في غزة هو لمنع أي هجمات مستقبلية مماثلة، بإنذار أطرافها بتكلفة بشرية ومادية هائلة.
- المكسب الفلسطيني الواضح، والمهم، هو وجود تغير في الرأي العام، أميركيًا وأوروبيًا، في النظر إلى إسرائيل والقضية الفلسطينية، لكن هذا التغير يحتاج إلى طرف سياسي فلسطيني قادر على استثماره وتطويره والبناء عليه، وهذا للأسف مفقود حاليًا في الداخل والخارج.
- هناك خسارات إسرائيلية كبيرة، بشريًا وماديًا، وغير معتادة، لكنها متوقعة، لأنه لا يوجد جيش في العالم، عبر التاريخ، دخل إلى منطقة سكانية تضم مجموعات مسلحة، إلا وتعرض لخسائر كبيرة مهما بلغت تقنياته درجة عالية من التطور، وهذا سيدفعها أكثر إلى مواصلة حربها إلى أن تحقق أكبر قدر من أهدافها. في المقابل، إن نتائج العدوان الإسرائيلي أنتجت كارثة على المستوى الفلسطيني هي الأكبر والأعنف طوال مئة عام خلت.
- العجز العربي في أعلى حالاته، عجز على مستوى الحكومات (حكومات خارج المجتمع الدولي)، ومستوى الشعوب (الشعوب خارج ميزان الرأي العام العالمي)، ولا يُتوقع أن يستطيع الفلسطينيون تحقيق إنجازات كبيرة ما دام محيطهم العربي على هذه الحالة.
- من أسوأ ما حصل للقضية الفلسطينية أنها، بحكم العجز العربي الشامل، قد تحولت إلى قضية إيرانية أو إلى قضية مهيمن عليها إيرانيًا، وتستخدم في سوق المزايدات والمقايضات الإيرانية، ما جعل القضية الفلسطينية بين فكي كماشة طرفاها يبزّان بعضهما بعضًا في السوء والأذية؛ إسرائيل وإيران.
- أهم خيار للفلسطينيين، في الضفة والقطاع بصورة خاصة، هو الذهاب باتجاه إنتاج تمثيل سياسي موحد للشعب الفلسطيني، وهنا أعتقد أن أهم خطوة يمكن أن تخطوها حركة حماس، إن هي أرادت أن تخرج بالقضية من سوق اللعب الإقليمي من جهة، ومن الصراعات ذات الطابع الديني والأيديولوجي من جهة ثانية، هي الدعوة إلى التشارك في إنتاج هذا التمثيل، فهذا من مصلحتها ومصلحة جميع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
- ستكون إيران مستفزَّة طوال فترة العدوان الإسرائيلي على غزة، وسيزداد توترها بمرور الوقت، لأن نتيجة الحرب ستؤدي حكمًا إلى تضاؤل دور حركة حماس في قطاع غزة على أقل تقدير، ومن ثم ستلجأ أكثر فأكثر إلى ذراعيها في لبنان واليمن (حزب الله، أنصار الله)، لكن هذا سيفرض تزايدًا في الحضور الأميركي-الأوروبي في المنطقة.
- ستقضم إسرائيل جزءًا من قطاع غزة، ولا سيما في قسمه الشمالي، وهذا سيفرض مزيدًا من الضغط على الفلسطينيين في القطاع، فضلًا عن الحصار والقصف والتجويع والقتل، بهدف دفع أجزاء متزايدة من الفلسطينيين إلى مغادرة القطاع.
- المفاجآت واردة في ظل هذا الوضع الفوضوي والمختلط، على الرغم من أن أميركا لا تريد توسيع نطاق الحرب، ومثلها إيران على الرغم من دفعها لأذرعها في لبنان والعراق واليمن. فقد يؤدي انسداد الآفاق، وطول مدة الحرب على غزة، إلى انفجارات في مناطق أخرى رغم أنف الجميع.
- على الرغم من أهمية وجود تمثيل سياسي فلسطيني مستقل عن إيران وسواها، فإن إيجاد حل عادل وشامل لا يتوقف على الفلسطينيين وحدهم، وستظل القضية الفلسطينية في حاجة إلى دور عربي فاعل، لكن هذا الدور يتوقف على تحديث ودمقرطة دول الطوق على أقل تقدير، أي على تحويل هذه الدول إلى دول وطنية ديمقراطية.
Social Links: