نمنمات سورية
هيفاء حاج حسين
- ولا تطلق لقب ” شـر … موطة “هكذا جزافاً على أية امرأة-
هي إنسانٌ بسيط كقطرة مطر تنزلق على ورقة شجر او على أنفك لا فرق عندها..
اضطرتها الظروف لعملٍ لايليق بامرأة حسب العرف الاجتماعيّ حيث تبيع الطوابع مقابل مبنى النفوس في البلدة..
لم يسألوا عن زوجها الفنان التشكيلي الذي تركها في مهب ريح وطن على حافة هاوية كي يتزوج أخرى ترضي غروره رغم فقره مع أنها كانت الداعم الوحيد له في فنه.. لم يسألوا عن عدد أولادها وهي المسؤول الوحيد عن إطعامهم..
لم يأبهوا للطفها وسذاجتها وبساطة تفكيرها أو حتى رقة قلبها..
لم يروا فيها سوى امرأةٌ بيضاء طويلة وممتلئة تصبغ شعرها بالأشقر، ومهما احتشمت في لباسها فهو ما كان يستطيع أن يخفي تكورات أنوثتها الواضحة
لذلك نعتوها بالشـر… موطة!
وحين يُسأل أحدهم إن كان رآها تقوم بعملٍ شائن يدينها يقف حائراً ويقول لا ولكن لا ريب في ذلك، هكذا توحي هيئتها أو هكذا يقال عنها..
من أنت لتطلق الأحكام على البشر؟
هل تستطيع إعالة عائلة لمدّةٍ مفتوحة في ظلّ هذا الغلاء الفاجر؟
إلى متى ستبقى مسبّة امرأة تعبر عن رجولة ابن بلدي بينما لا يستطيع أن يدفع الأذى والإذلال عن نفسه أمام شبيح؟
حين تعجز أيها الرجل عن لمّ لحمك من الطريق “وبنت البلد هي لحمك” فالأفضل أن تصمت وتترك العباد لربهم يحاسبهم..
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
توقفوا عن رمي النساء بهذه الشتيمة جزافاً, وجِدوا لمن يسوؤكم عملها مصدر رزقٍ آخر يصونها لو استطعتم!..
نحبكم أيها الرجال ظهراً قوياً لنا لا سيفاً مسلطاً على رقابنا..
كونوا أحراراً في دواخلكم لتكون لكم الحرية التي تنشدونها في الخارج..
كونوا أبناءنا لنكن أمهاتكم
لا أملك إلا أن أنحني بكل إجلال أمامك أيتها القديسة
يا زوجة الفنان
Social Links: