نمرود
الصراع له أنواع عدة منها الصراع على الهوية الوطنية والصراع على الدين والصراع على القومية .. الخ
الصراع الذي جرى ويجري في فلسطين منذ عام 1948 يجب أن يكون صراعاً على الهوية الوطنية الفلسطينية وليس صراعاً أخراً لأنه يحمي الأرض والوطن والشعب ويلتف حوله الجميع من الداخل والخارج لأنه مطلب شرعي وقانوني منصوص في قوانين ومواثيق الأمم المتحدة .
منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها بقيادة ياسر عرفات كان صراعها على الهوية الوطنية الفلسطينية وكانت تُسخر الدين والعروبة لخدمة صراعها مع الصهاينة .
اسرائيل تعلم بأن الصراع على الهوية لا يخدمها بل تستفيد جداً من الصراع الديني لذا حاولت الحكومات الاسرائيلية تحويل الصراع الى صراع ديني هدفه إقامة دولة يهودية ويتحول الشعب الفلسطيني الأصيل الى شعب مقيم في دولة يهودية .
عملت اسرائيل بالتعاون مع شركائها على تأسيس أحزاب دينية فلسطينية لمعرفتها بتأثير الدين على الشعب من جهة والوقوف ضد الصراع على الهوية الذي تقوده منظمة التحرير من جهة أخرى ، ظهرت حماس في اوائل الثمانينات من القرن الماضي بعد أن هيأت اسرائيل العامل الموضوعي لهذا الظهور وبدأت تتطور بصورة كبيرة جداً حتى وصلت الى انقلابها في عام 2007 والكل يعلم كم قتلت من الفلسطينين وأدى هذا الأنقلاب الى تقوية اليمين الاسرائيلي الذي قتل رئيس وزراء اسرائيل لأنه وقع على اتفاق سلام مع عرفات .
اليمين الاسرائيلي المتطرف وبشكل خاص حزب الليكود استفاد ويستفيد من حماس وفكرها والاخيرة تستفيد منه لذا كان نيتنياهو يسمح بنقل حقائب الدولارات القادمة من قطر الى حماس .
لو كانت حماس تفكر بفلسطين وشعبها كان عليها أن تسمي طوفانها بالطوفان الفلسطيني ولكنها سمته طوفان الاقصى لسبب ديني وتقدم خدمة كبيرة بهذه التسمية لاسرائيل وايران ونلاحظ كيف يستثمر نيتنياهو هذه التسمية الدينية واصبح الصراع بين اليهود والاسلام ، ايران أيضاً استفادت من التسمية والخاسر هو الشعب الفلسطيني وما يجري في غزة من دمار يؤكد ذلك .
نمرود سليمان
٢-١-٢٤
Social Links: