بايدن بين مطرقة نتنياهو وسندان الشعب الأمريكي .

بايدن بين مطرقة نتنياهو وسندان الشعب الأمريكي .

نمرود سليمان

من سوء حظ الرئيس الأمريكي جو بايدن أن طوفان الأقصى جاء في العام الانتخابي للرئاسة الأمريكية ، الرئيس من اصدقاء اسرائيل المقربين جداً وداعم بقوة لها من خلال تاريخه السياسي الطويل وهو القائل : ليس شرطاً أن تكون يهودياً كي تكون صهيونياً ، وقال في اليوم الثالث بعد ٧ اكتوبر من تل أبيب : لو لم تكن اسرائيل موجودة كنا سعينا لايجادها ، الصداقة بين الرئيس ونتنياهو عمرها أر بعين عاماً ونادراً ما اتفقا بلا الاختلاف هوسيد الموقف بينهما ، منذ سنوات عدة اهدى جو لصديقه ببي صورة كتب خلفها : أحبك ولكن لا اتفق معك .
من المعروف أن الحكومات الاسرائيلية بكل انواعها تكون أقرب الى طروحات الحزب الجمهوري وعلى خلاف دائم مع الحزب الديمقراطي لاسباب عدة يمكن عرضها في مقال أخر ، ومن المعروف أيضا بأن الادارة الامريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية تعمل على دعم اسرائيل مهما كان الاختلاف بينهما .
الرئيس الامريكي زار اسرائيل بعد طوفان الاقصى ٧- اكتوبر علماً بأن القانون الامريكي لا يسمح بزيارة دولة وهي في حالة حرب ولكن بايدن فعل ذلك بل حضر اجتماع الكابينت المصغر .
الشعب الامريكي لا يبالي بعوامل خارجية عندما يذهب الى صناديق الاقتراع بل كل همه هو وضعه الاقتصادي .
دخل العالم الخارجي بقوة للمرة الأولى بتاريخ الويلايات المتحدة بعد ٧– اكتوبر في انتخابات الرئاسة لاسباب عدة اهمها :
١- ما جرى بغزة من قنل ونزوح وتدمير كبير جعل التيار التقدمي او اليساري في الحزب الديمقراطي يضغط بقوة على الإدارة .
٢- تحرك العرب والاسلام والافارقة وبعض المنظمات اليهودية ضد ما يجري في غزة .
٣- تقديم بعض المسؤولين في الخارجية استقالاتهم لتحيز الادارة لصالح اسرائيل بالرغم ما يجري للشعب الغزاوي .
٤- حرق ضابط امريكي لنفسه امام السفارة الاسرائيلية احتجاجاً لما يجري بغزة .
٥- الحديث الاخير لزعيم الديمقراطين في مجلس الشيوخ جاك شومر . ومطالبته بانتخابات جديدة ونقد حاد لنتتياهو علماً بأن هذا الزعيم أصله يهودي وقد ايده الرئيس بايدن .
٦- الويلايات الخمس المتأرجحة الصوت العربي والمسلم دوره فعال في انتخابات الرئاسة .
الرئيس جو بايدن اولويته الأولى هي الانتخابات ويعلم بأن العامل الخارجي سيلعب دوراً اساسياً لذا يحاول ارضاء اليسار في حزبه وارضاء العرب والمسلمين من خلال الضغط على نتنياهو وحكومته بشتى السبل من جملتها المساعدات الجوية والميناء البحري وعدم قتل المدنيين ، بايدن يضغط على نتنياهو بقوة ولكن لا يستطيع ايقاف المساعدات في المجالات كافة الى اسرائيل لأن اللوبي الاسرائيلي له دور اساسي في الانتخابات الامريكية في كل الأزمان .
نعم حماس اخطأت ولم تفكر باليوم التالي ولكن الحكومة الاسرئيلية انتقمت من عموم الشعب الفلسطيني وما زالت تتفاوض مع حماس وليس الحكومة الفلسطينية المعترف بها دولياً .
الى متى يستطيع الرئيس الامريكي الرقص على حبال غزة التي لا تتوقف وعلى حبال نتنياهو التي تغرد لنفسها ولا تسمع احداً .
من ينتصر سندان الشعب الامريكي ام مطرقة نتنياهو ومن يدفع الثمن ياترى ؟
نمرود سليمان

  • Social Links:

Leave a Reply