لبيب سلطان
- نقد بث فكر وثقافة الكراهية والتناغم مع خطاب السلفية
توصِفُ السلفيات الدينية حضارة الغرب باللاأخلاقية تارة، والاستعمارية، و بالصليبية، وهي واضحا تبث ثقافة الكره للشعوب والامم والمجتمعات الاوربية ، وخلق حواجز نفسية واجتماعية لدى شعوبنا ضد هذه الحضارات وتجاربها الانسانية. والغريب في الامر ان يصاهرها الطرح العربي الستاليني متباريا بتوحش الغرب وممارساته للهيمنة على بلداننا وصولا ان الليبرالية هي غطاء للابادة الانسانية .كلاهما يتبارى في بث ثقافة الكراهية هذا ،وكلاهما يورد ماقام به الاستعمار الغربي من ابادة للهنود الحمر مثلا في اميركا( بعضهم اوصل الرقم الى 650 مليونا اي مايقارب سكان الارض ذلك العهد) ، و الى ابادات ملك البلحيك في الكونغو ( وطبعا كانت فتوحات المسلمين للامصار ليس للمال والسبايا بل لتوزيع الهدايا) . ان الغزو والاستعمار مدانا اليوم في الغرب واوربا ،ولن تجد اية مقالة او اطروحة كيف تدين اوربا الليبرالية ممارسات الاستعمار الغربي وتدين سلوكياته ( واغلب هذه الامثلة تم حتى قبل الرأسمالية او خلال انظمة حكم الامبراطوريات الرجعية اللاديمقراطية في القرون 16-19، اي قبل تطور الحضارة الاوربية الحاي الى نظم الديمقراطية الليبرالية الذي تم خلال النصف الثاني للقرن العشرين. ان الطرفان يتباريان بوصم حضارة الغرب اليوم ،كما الامس ، انها متوحشة متعطشة للدماء ولا تمتلك غير الحروب والنهب كانها قبائل جنكيزخان والحروب الصليبية تأتي للشرق لنهبه. وهنا ومن جديد تراهم فاقدي بصر وبصيرة. ولايرون ان الحضارة الاوربية اليوم تعلم اولادها ،وهم في سن السادسة، ادانة هذا التاريخ وتعلمهم الانفتاح واحترام الثقافات كسبل لاغناء معارفهم، ومنه يستمر على كل سنوات التعليم الجامعي الاعلى ، واينما تتوجه تجد ممارسات الانفتاح والتعايش والقيم الليبرالية واقعا معاشا في مجتمعاتها وبودقة تتفاعل فيها مختلف الحضارات والانفتاح على العالم. هذا تجده في كل مدرسة وكل جامعة وكل مؤسسة وكل ركن في الحياة سواء في الشارع اوفي اعلى المؤسسات في الدول والمجتمعات الاوربية والاميركية .
انها فضيحة مدوية تلك الصورة التي يطرحها اتباع الماركسية العربية الستاليتية عن ثقافة وتطور الحضارة الاوربية الغربية . انها وقعت داست بجزمة ستالين على واحدة من اهم شعارات الماركسية بدعوتها للاخوة الانسانية . انه لامر مخز حقا لمن يدعيها ويدعي قيم العلمانية والتحرر ان يتصاهر مع الرجعية السلفية. ويطرح نفس مقولاتها وبث روح الكراهية. ان سيطرة المقولة الستالينية هنا هي السبب في هذا الطرح الشائن المعادي للانسانية وما فيه من سفالة السلفية الدينية. ياسادتي ان كنتم تخوضون معركة العلمانية والديمقراطية والحريات وكنتم تؤمنون بالدعوة الاممية فكيف نجد خطابكم متصاهرا مع التكلس السلفي ويبث مثلهم ثقافة الكراهية . حللوا الموضوع جيدا لتتوصلوا انه حان الوقت للتخلص من قوالب الكره الستالينة ، فهي جعلتكم سلفية. - نقد تحويل معارك التخلف من داخلية الى خارجية
ان معارك احتماعية مثل العلمانية والديمقراطية والتنمية هي معارك داخلية بعناوينها ومحتوياتها واهدافها. ويشكل طرح مناهج وبرامج و طرق خوضها داخليا اهم المهام للخروج من نفق التخلف. وبدلا من جمع الجمهورحول هذا الحلول لخوض معارك الاصلاح الداخلي، يأتي التيار الماركسي العربي باطروحات تضع التخلف على الغرب والامبريالية مناضرا في هذه القضية خطاب السلفيات الدينية ، انه الغرب والصهيونية هي من يقف حائلا امام تقدمنا وضعفنا. وترى خطاب الاحزاب وبحوث ومقالات ماركسيينا العرب تتناول اتهام الراسمالية وتبيان مطامع الامبريالية وتفتقد لابسط الحلول العملية العلمية الداخلية لخوض هذه المعارك المفصلية مع السلفيات والديكتاتورية .ان جل بحوثهم تراها تتناول العولمة ، والنيوليبرالية ، وازمة الرأسمالية العالمية ، وحروب الابادة الليبرالية، وتؤكد للناس عندنا ان تخلفنا وفساد انظمتنا ونظمنا لاتقف وراءه غير الامبريالية ، ولولاها لما رأيت ربما العمائم تسرق المال العام في العراق، ولما رأيت العدوانية في الميليشيات الايرانية ، ولما سطت السلفيات على الوعي الاجتماعي. حقيقة الامر خزعبلات وطروحات وهروب من الواقع لبائسين عاجزين ،ماهرين في اخفاء فشلهم وجعل التخلف والفساد تآمرا امبرياليا . انها في حييقة ألأمر تعمية للناس وهي فعلا بدأت تعتقد ان من يهندس مصيرها هي اميركا وليست هي بنفسها بخوض معاركها الوطنية ( حدث مؤخرا ان اميركا قامت بتغيير 1500 من جنودها في العراق ، وقرر الجميع من بائع البطيخ الى المحلل السياسي ان اميركا اتت بهم لتغيير النظام ). ان اثر هذه الطروحات واضحا ، انه التيئيس وجعل شعوبنا لاتثق بحل داخلي طالما الامور محسومة لارادة دولية ، لاميركا والامبريالية . هذا له علاقة بترديد الطروحات الستالينية حول الطبيعة العدوانية للغرب ، وجعل معاركنا الأهم هي خارجية ،مع الامبريالية العالمية . اما معاركنا الداخلية كالعلمانية والديمقراطية والتنمية فهذه شعارات ولايمكن اقامتها بتواجد الامبريالية. ان المؤدلجين عميانا بالرؤيا والبصيرة كونهم لايرون ولايسألون انفسهم كيف اذن استطاعت كوريا والهند وتركيا وغيرها عشرات البلدان شق طريقها واقامة العلمانية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية ، هل سامحتهم الامبريالية، واعطتهم استثناء خاصا وحرمتنا منه ، او انهم خاضوا معارك وطنية داخلية ومناهج للتنمية استخموا في اسسها قوانين وحضارة البلدان التي يسميها جماعتنا امبريالية، وبينما هم تقدموا نحن بقينا على سبها وشتمها وجعلنا من معاركنا خارجية.
نشهد هنا مرة اخرى الوقوع في فخ المقولة الستالينية ، والمصاهرة مع طروحات السلفية الدينية والقومجية. امر مخز اخر لمن يرفع شعاراتا لمعارك داخلية ويذهب لخوض معارك وهمية خارجية، وفقا لمقولات ستالينية ، وتكرس كل طاقاتها وخطابها لها، انها ماركسيتنا العربية الستالينية . - نقد ممارسة الستالينية الثقافية التخوينية
ان واحدة من معالم الستالينية ( حالها حال المدارس السلفية القمعية) هو تكفير وتخوين كل من تعتبره يخالف مقدساتها ومقولاتها النصية وممارساتها القمعية ، ولا مكان فيها لا للعلم التحليلي ولا للمناهج النقدية. مثلا دوما ما يطرح الماركسيون العرب ان سبب تخلفنا هو الامبريالية ، وعندما تطرح ان اسبابه وحلوله داخلية ( كالفساد الحكومي مثلما سرق معمموا العراق المال العام واشاعوا فساد المؤسسات، وبدل فضحهم لاقامة دولة ومؤسسات وطنية ، علينا ان نقول للناس انها اميركا الامبريالية مسؤولة عنه، وهو امرا يريح العمائم وتراهم يرددونه على المنابر ، انها من يمنع التنمية وهي من يسند الفساد والافساد، انها الامبريالية) . ويالها من مهزلة حقا ان تجتمع العمائم والماركسية . واذ يأتي من يقول انها قضايا داخلية وليست امبريالية ، ترى ماركسيونا متأهبين ، بأساليب التخوين الستالينية مسلحين ،بدء بالسب والشتم وتهم الدفاع عنها وعميل لها واقلام مأجورة لهذه الامبريالية . انها قضية مضحكة فعلا ان تفرخ الماركسية سلفية بهذا الشكل وهذا الحجم ، ولكنها ليست الماركسية حقا بل انها الستالينية ، فالماركسية نظريا قالت بصراع التناقضات يحصل التطور ، ومنها فهي ظاهرة صحية ، ولكن الستالينية لها رأيا اخر انها العمالة وتنوين كل من يقول بغيرمقولاتها الكسيحات .
واذ نحن في القرن الواحد والعشرين ، وتراجعت حتى الكنسية عن تخوين من قال بنقض مقولات كتبها المقدسة ، ولم تعد تكفر كهنتها او نقادها، وحتى ترى رجال دين معممين متنورين ينقدون نصوصا قرآنية انها ناقصة منطق وناقصة بلاغة ، وذلك على الملأ والعامة ( كالسيد احمد القبانجي في قناته على يوتوب ) ولم تكفره المراجع ، فما بال ماركسيينا العرب لا يتعلمون منهم . بمجرد اختلاف مع طرح ستاليني ، حقا او باطلا، تراهم يقفزون ويقذفون ويسبون ويشتمون ويتهمون بالعمالة للامبريالية ، ياريتهم حال معتدلي السلفية ، بل حالهم حال دواعش السلفية. انها حالة مرضية موروثة من الثقافة الستالينية ، واذا تراجعت الكنائس والعمائم عن اتهام منتقديها بالكفر ، فكيف بمن يدعي العلمانية والتطور والتقدمية، في عصر سواد الديمقراطية وحرية الرأي وقوة الحجة والمنطق والاخذ بمعطيات الواقع الموضوعية وتقوم بتثقيف الناس وتكوين رأي ذو منطق وواقعية. لقد اختفت اليوم في العالم المتحضر الممارسات الكنسية السلفية والستالينية الا جماعتنا الماركسية العربية فهم رواد جهاد وليسوا خرقا كالكنسية، فالويل لمن ينتقد مقولاتهم وطروحاتهم الستالينية فهم ليسوا اقل بذاءة من السلفية القروأوسطية
Social Links: