فلورنس غزلان
مٌدَّ يدك إلى يدي ….لنذرع درب الآلام، ونستعرض السفن المهترئة التي لفظها البحر بحمولتها….مٌدّ يدك واخطو باتجاه أرض الهجرة فوراءك القهر والجوع والدم، وراءك عاصمة تتوشح بالحديد والناروالدخان، وراءك مجرمٌ لم تتنبأ به الأساطير ، ولم يأت الأنبياء على ذكره ، ولا قرأ المنجمون طالعه وطالعنا معه!، حتى أعور الدجال ينزاح من درب الدجل خجلاً ، والحجاج يعض أصابعه فيدميها، وصدام يموت مرة ثانية حسرة على انكفائه قبل أن يرى من فاقَهُ عنفاً ، وأن عدوه اللدود في رفاقية البعث استطاع أن يترك مورثات نوعية في طوفان الحقد…وان نتنياهو يثبت اليوم أنه تلميذ ناجح في مدرسة الأسدين العنفية.
مُدَّ يدك إلى يدي لنهبط معاً وادي التاريخ ونمر على خلفائه الراشدين والمُرشدين إلى درب تاه تابعوهم في خفاياه ، احتفظوا في تناسل الخلافات والاغتيالات ولم يحتفظوا بالمحبة والمودة….فماذا تركتم للأجيال المتعاقبة في بلاد عبرتموها ” فاتحين ” ؟!! مالذي فُتِح في بلاد أقامت بها سنابك خيولكم؟ وماذا خلفتم سوى الجوع ونفاذ الخبز وتكاثر العمامات إلى جانب الرؤوس المقطوعة والمعلقة على أبواب المدن ؟ ماذا بنيتم إلى جانب القصور والمآدب ؟ مزيداً من تبادل النفاق والغدر واستباحة دم هذا أو ذاك ممن لايعلن المبايعة والطاعة…ماذا تركتم لنا من تراث سوى حروب لم تنته منذ يزيد والحسين إلى يومنا هذا؟ ماذا تركتم سوى أحقاد متوارثة وخيانات وضياع كل ثراء البلاد التي حكمتموها وخسرتموها بفعل خياناتكم من أجل الكراسي،وما أبقيتم إلا على تراث السبايا ووسائل النهب لأموال الشعوب التي ابتليت بكم منذ الخلفاء الراشدين حتى الخليفة الداعشي الكاذب ( البغدادي) ووريثه في إدلب “،الجولاني “مازلنا ياسيدي الخليفة نرفع السيوف والمصاحف باسمك…لننتصر لدينك ونخسر أولادنا…مازلنا نمارس الصخب والفجر والفجور علناً وخفية …نحفظ أسماء النجوم والآيات التي تشجعنا على الفتك والقتل ، ونمزق أو نتغافل عن كل مايدعو للمحبة والسلام والتراحم…إذن تعال معي يا صديقي الذي يفهمني لنهرب من هذا الإرث ، فلم يعد لك ولي أي مكان في أرض حبلى بكل هذا الجنون!.
تعال نقلب التربة ونعيد بذر الخير فينا وبناء أجيال لاتنتمي للمذاهب ولاتعشق السلطة،بل الوطن ومحبته والانتماء إلي
Social Links: