المحامي محمود الحاج

إضاءة على صندوق التعافي المبكر ماله وماعليه.أعلنت الأمم المتحدة ومنذ فترة عن عزمها إطلاق مشاريع تعافي مبكر في سوريا عن طريق ٱلية أممية بمسمى( صندوق التعافي المبكر )وذلك بإستقطاب داعمين وممولين سواء داعمين تقليديين من دول وجهات معنية ممن قاموا أو يقوموا بتقديم مساعدات إنسانية او داعمين غير تقليديين وخاصة دول الخليج . .وباعتبار ان هذه الرغبة الأممية أثارت موجة من الجدل سواء ماتعلق بالاهداف والتحديات والخشية من جنوح الأهداف الإنسانية للصندوق وإستثمارها لغايات سياسية او تحكمية أو كيانية وخاصة ان بوصلة الصندوق هو القيام بالمشاريع البنيوية والبشرية الإنسانية بغض النظر عن السلطة المهيمنة الحاكمة .لذلك سنتناول بإحاطة مبسطة بعض النقاط الجدلية لمفهوم صندوق التعافي المبكر والٱراء الأكثر شيوعا حوله .

مفهوم التعاف

المبكر وهدفه الإنساني .
هو نهج يتناول احتياجات الإنعاش التي تبرز خلال مرحلة الإستجابة الإنسانية من خلال استخدام الٱليات الإنسانية التي تتوافق مع مبادئ التنمية وهذا النهج يمكن الناس من الإستفادة من العمل الإنساني لإغتنام الفرص الإنمائية وبناء القدرة على التكيف وإنشاء عملية مستدامة للتعافي من الأزمة .
وإذا أسقطنا مدلول هذا التعريف على صندوق التعافي المبكر في سوريا فسنجد ان الأهداف الإنسانية تتمحور حول إعادة تأهيل البنى التحتية الخاصة بالقطاعات ذات البعد الإنساني وتلبية الإحتياجات الضرورية لمتطلبات الحياة البشرية من صحة وتعليم وغذاء ومياه وصرف صحي وطاقة .
إضافة لتأهيل وتنمية الموارد البشرية لتكتسب خبرة إدارية وإقتصادية تستطيع إستثمارها في فترة التعافي ومن ثم في مرحلة التنمية المستدامة .

..دواعي إنشاء صندوق التعافي المبكر بحسب مخرجات الحوارات المتعلقة به .

يرى المؤيدون لإنشاء الصندوق بٱنه يسهل تحقيق عدة جوانب إنسانية وضرورية وفق رؤية تنسجم وطبيعة السياق السوري . ومنها:
١- توفير مناخ حواري تعاوني مشترك بين الجهات الإنسانية لتوحيد جهودها وبالتالي يكون تأثيرها الإنساني اكثر من القيام بمشاريع منفردة قد لاتحقق الهدف المرجو منها
٢- السماح للمانحين والداعمين بوضع إستراتيجية توافقية في تحديد المشاريع التأهيلية والتنموية الإنسانية الضرورية اللازمة للحياة .
٣- إيجاد ٱلية قانونية أممية تساعد الجهات المانحة ومنها الداعمين غير التقليدين كدول الخليج على إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة بمشاريع التعافي المبكر دون الخشية من خرق العقوبات المفروضة على النظام او السلطات المهيمنة على الجغرافيا السورية .
٤- المبررات الإنسانية المعيشية .
حيث ان هناك قرابة ١٦ مليون سوري يحتاجون للمساعدات الإنسانية ومنهم قرابة ١٢ مليون يعانون من ضعف او حتى إنعدام الأمن الغذائي .

المحاذير ..

هناك عدة محاذير تتعلق بإنشاء صندوق التعافي المبكر .ومن أبرزها :
١- الخشية من ان تكون مشاريع صندوق التعافي المبكر بديل عن عملية إعادة الإعمار المنصوص عليها في القرار ٢٢٥٤ والتي يشترط للقيام بها ان يسبقها الإنتقال السياسي وبالتالي النيل من تراتبية تطبيق القرار الأممي .
٢..التشكيك المستمر بمصداقية وشفافية النظام فيما يتعلق بحزم المساعدات الإنسانية التي تكون في متناوله وخاصة إختلاسه للمساعدات و توزيعها بمحسوبية وتوظيف موالين له في ٱليات التوزيع والإيصال والأرشفة .كما ان هناك ريبة ولو بدرجة اقل من قيام بقية السلطات المسيطرة على إدارة عدة مناطق في سوريا من ان تقوم بمثيل ما يقوم به النظام .
٣- الخوف من الإستثمار السياسي للصندوق سواء ماتعلق بالنظام من حيث إعادة ترويج شرعنته الدولية والداخلية او حتى ماتعلق بالداعمين الذين قد يفرضوا شروط مؤجندة للتمويل تتعارض مع الهدف الإنساني الأساسي لصندوق التعافي المبكر .

الضوابط .

إذا كان ولابد من إنشاء صندوق التعافي فيجب ان تكون هناك ضوابط ومعايير لابد من التقيد بها .ومنها على سبيل المثال .
١.تعهدات رسمية من الداعمين سواء دول او منظمات او بنوك بأن لايكون لهم اي تدخل قد يجنح بالهدف الإنساني للصندوق نحو هوة المصالح السياسية والإقتصادية
٢- ان يكون هناك إشراف ورقابة أممية من بداية الحصول على الدعم ومرورا بتمويل المشاريع الإنسانية ومتابعة مراحل تنفيذها وإتمامها والتأكد من تقديم الخدمة والمنفعة والمساعدة .
٣-إيجاد منصة إعلامية وإدارية لتلقي الشكاوى او حتى المقترحات حال البدء بالمشاريع الإنسانية .
٤- إشراك منظمات المجتمع المدني غير المؤدلجة والتبعية في اختيار الٱليات والسبل الكفيلة بتحقيق الأهداف الإنسانية .والقيام بدور وسيط إرشادي بين الصندوق والناس .

وفي نهاية المطاف فإن الهدف الإنساني لصندوق التعافي المبكر والمتجسد بإطلاق مشاريع تعافي مبكر في سوريا تعمل على تحقيق ولو مستوى مقبول يلبي الإحتياجات المعيشية والمرفقية الضرورية للناس بغض النظر عن السلطة القائمة .يبقى مرهون بجدية الامم المتحدة وشركاءها ومدى قدرتهم في إدارة الصندوق بشكل يتناسب والسياق السوري وإبعاد الصندوق عن التسيس