هردوسة و جلّوقة

هردوسة و جلّوقة

عبدالله الرشواني
انا في ألمانيا

يعتبر اللباس عند أي مجتمع جزءاً لا يتجزأ من ثقافة هذا المجتمع ,
و غالبا ما يعكس اللباس قيّم المجتمع الإجتماعية أو الفكرية .

ففي المجتمع الخليجي العربي على سبيل المثال ,

يعكس اللباس الأبيض ( الكلابية ) ذكورية متفوقة تبهر الأنظار ببياضها ، مضافاً لها عقال نسر محلق , و بردة مزينة بخرج مذهب , تجعل من صورة الرجل الخليجي صورة فاضحة الذكورة متفوقة سائدة لا يكبحها كابح .

على حين يعكس لباس المرأة الخليجية حالة الإستلاب التي هي فيها .
وهذا الإستلاب هو استلاب اجتماعي أولا , و ديني ثانياً .

فالسواد الذي تستتر به المرأة الخليجية هو نوع من الإخفاء المعتِم مقابل الظهور الفاقع للرجل اللابس البياض .

و إضافة غطاء الرأس الأسود على بشرة سمراء و شعر شديد السواد ,
هو إمعان في التخفي , و التنكر , إلى حد التوافق ما بين حالة المرأة النكرة إجتماعيا ً و دينيا , و تنكرها في الواقع .

كل هذا ليس كافيا ,
بل ربما يجب أن نضيف إلى لباس المرأة البرقع الذي يحوّل المرأة إلى كائن متلصص من خلف حجاب , و هذا الكائن مطرود من الشارع .

فالمرأة المحجبة هي امرأة تحمل حجابها على جسدها في الشارع .

في ألمانيا كما في أوربا عموما , فاللباس جزء من ثقافة تطورت عبر آلاف السنين , و عكست قيم إجتماعية و دينية في تطورها .

كما شكل البيوت و ألوان الشوارع و السيارات و القطارات و الطائرات , فإن لباس الناس في أوربا هو انعكاس لحالة الآن التي وصلتها هذه المجتمعات .

عندما يجتمع في مكان واحد ثقافات متنوعة , فلابد من يكون لثقافة ما تملك عناصر مكتملة غلبة أكثر من غيرها ,
و هذا تماماً ما هو حاصل في شكل المرأة المسلمة في ألمانيا .

فالرجل المسلم , غالبا ما يمتلك حقوق حصرية تجعل منه سيد قراره ,
بالتالي هو يلبس لبس أوربي في أوربا ,

بل قد تجده أكثر تطرفا من الأوربي ذاته و ربما ستجد في أذنه حلقة ,
أو وشما على عضلاته الجميلة البارزة .

أما المرأة المسلمة و التي هي حاضنة القيم و حارس التخلف ,
فمن المحال أن يتاح لها مغادرة القيّم الراسخة .

بشكل خاص المحافظات من نساء السنة و الشيعة الإيرانية ,
تجدهن في حالة من التوهن القيّمي ,

فلا هن على شكلهن في بيئتهن اللاتي قدمن منها ,
ولا هن بقادرات على خلع القيم الراسخة و لبس لباس الأوربيات ” المتبرج ” الذي يظهر مفاتنهن ,و إنهن غالباً , غير مغريات في أوربا ,

هن متورمات متشحمات إلى درجة تجعل مفاتنهن غالباً أورام حميدة .

في شارع العرب في برلين حيث تجد عددا كبيراً من النساء المسلمات , يصيبك اعتقاد أنهن جميعا قد ارتدين ألبسة من البالة .

هي أقمشة عشوائية ملقية على أجساد متوعكة , إلى حد أنه لم يبقى مما يشير إلى جنس الكائن سوى سماكة الكحل العريض المحيط بعينيها ,
أو ربما المنديل الذي يغطي شعرها .

عندما أزور المسبح المجاور لبيتنا ,
و أحسب ساعات الجهد والجوع اللاتي تعيشهن الألمانيات للحفاظ على رشاقتهم , أتذكر فاتنات شارع العرب المتورمات ,
و لباس البالة الأوربية الذي يسترن به مفاتنهن المزعومة

  • Social Links:

Leave a Reply