نجم الدين سمان
عن القتل والقتلة المتسلسلينن “القناص قابيل” عن ماض مستمر في حياة البشر
عرضت مسرحية “القناص قابيل” للكاتب السوري نجم الدين سمان يومي الخميس 23 أيار/ مايو، والجمعة 24 أيار/ مايو، في مدينة بيزانسيون الفرنسية.
العرض الناطق بالفرنسية قام بترجمته إيمانويل بريجون، والإخراج بمشاركة بين كل من إيليان دوبريه، ودومنيك ديون.
يقول نجم الدين سمان عن “القناص قابيل”:
حين وصلت إلى فرنسا بعد ثلاث دول في تغريبتي (مصر، والجزائر، وتركيا)، اعتزلت الكتابة الصحافية وتفرغت للكتابة الأدبية. وفي مدينة بيزانسون، مسقط رأس فيكتور هوغو، عدت إلى الكتابة المسرحية، فأنجزت أول نص لي أواخر عام 2018 بعنوان: “العشاء السوري الأخير”. وحين انتهيت منه تبدى لي وكأنه يخاطب السوريين والعرب فقط، فأنجزت نصًا ثانيًا بعنوان: “القناص قابيل”، يخاطب المشاهد الفرنسي، وسواه، وترجمه صديقي إيمانويل بريجون إلى الفرنسية، لكن جائحة كورونا جمدت إمكانية عرضه لمدة عامين على الأقل. وكي نتجاوز هذه الصعوبات، أنشأت مجموعة مسرحية باسم “دو – بردى تياتر”، واستطعنا تقديم هذه المسرحية هذا العام، بالاشتراك مع مجموعة مسرحية فرنسية، لأن ظروف انحسار المسرح عالميًا، وصعوبة إنتاجه، باتت واضحة في أوروبا كلها.
“نظرًا لعدم توفر تمويل مناسب، اقترحت مزيجًا من القراءة المسرحية، ومن العرض المسرحي، بمرافقة موسيقى تصويرية اخترتها لموسيقيين وفنانين سوريين”
ونص “القناص قابيل” هو عن ماض مستمر في حياة البشر، وبالضبط عن القتل والقتلة المتسلسلين، ولهذا استخدمت أسطورة شفوية في بلاد الشام بأن قابيل قتل أخاه هابيل في “مغارة الدم” على سفح جبل قاسيون المطل على دمشق، أقدم العواصم المأهولة بالبشر، ثم دفنه على السفح الآخر الغربي، حيث توجد قرية “قبر هابيل”، في مزارع تقع قبل مدينة الزبداني. استخدمت هذه الحادثة الأسطورية في حماية قناص كان أبرع صياد في قريته، قبل أن يستدرجه الزعيم ليقتل كل من لا يشبهه، وكل من ليس من دينه، ولا من مذهبه، ولا من طائفته… إلخ، وأعطاه بيتًا هجره سكانه ويطل على خطوط التماس. ولكنه يحتوي مكتبة تستعير منها ابنة الجيران كتبًا لتقرأها في الحصار الذي قد فرضته الحرب، حرب الزعيم ضد شعبه. يلتقي بها القناص، ويدور بينهما حوار هو بين عقلين متنافرين. تلعب الفتاة والكتب دورًا في تحولات القناص الذي يمر برحلة طويلة في التاريخ منذ قابيل وهابيل نحو حاضره الدموي.
وحين يتوقف القناص عن القتل يأمر الزعيم قناصًا آخر بقتله.
ونظرًا لعدم توفر تمويل مناسب، اقترحت مزيجًا من القراءة المسرحية، ومن العرض المسرحي، بمرافقة موسيقى تصويرية اخترتها لموسيقيين وفنانين سوريين: مالك جندلي – ديما أورشو – كنان العظمة – لينا شماميان، تناسب فضاء النص وإحالاته، وتعرف أيضًا بإبداعنا السوري، إضافة إلى أربع رقصات تعبيرية: رقصة الكتب ــ رقصة إغراء عشتار لأنكيدو ــ رقصة موت هابيل ــ رقصة الهروب… هروب الفتاة إلى تغريبة مماثلة لتغريبتنا.
ومن المقرر أن تعرض المسرحة ليومين، أيضًا، في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ضفة ثالثة
Social Links: