ععبدالله الرشواني
أنا في ألمانيا
أكثر الظواهر بروزا كنتيجة لوصول كتلة كبيرة من اللاجئين في العام 2015 , كانت ظاهرة عجان البانهوف .
و البانهوف هي محطة القطار ,
حيث ستجد جماعات من المراهقين من أبناء اللاجئين صارو يمضون وقتاً في التسكع في محطات القطار الداخلي .
في محطات البانهوف و القطارات , تجد الألمان غالبا يقرأون أو يجلسون صامتين ,
و لو تحدثو فإن ديسيبل حديثهم لا يبعد عن مسامعهم إلا قليلا ,
بينما تجد البدوي الشرقي متعود أن يحادث صاحبه في الشق المجاور , من الشق بلا تقنيات صوتية .
فكل متحدث عربي في القطار هو كخطيبن الجمعة ,
صوته مسموع و عابر للقاطرات ,
عدا عن أن رنة الهاتف المفضلة لدى الكثيرين هي الآذان بصوت الشيخ السديس ,
و التي تشبه كثيرا صوت سيارات الشرطة و الإسعاف .
كل لاجيء ولمجرد حصوله على الإقامة ,
يبرم عقداً مع إحدى مخدمات الهواتف ,
و يحصل على سمارت هاتف مع خط بالتقسيط المريح ,
و بالعدوى تجده يضع آذان السديس نغمة اتصال ,
و ريحة البارود و طلت الأسود ,
أو دمه فلسطيني ,
أو سوريا أباً عن جد باسما العز بيتكنّا .
هكذا تصبح أكثر شعوب العالم فشلا , تمتلك أعلى معنويات في العالم .
في محطات القطار و الساحات و الحدائق العامة و المسابح ,
صارت ظاهرة عجان البانهوف هي المسيطرة ,
حتى صارت العوائل الألمانية تخشى إرسال أبنائها بعد انتشار الزعران المراهقين في تلك الأماكن .
في مرة حدثتني جارتنا عن تمنعها من السماح لوحيدها بالذهاب إلى المسبح القريب ( 13 سنة ) خوفا منها عليه ,
بعد أن احتل عجان البانهوف المسبح , وصارو يثيرون المشاكل ما أدى لأغلاق المسبح مرات متكررة .
في إحدى المرات شهدت بنفسي شابين عربيين مسلمين , يفرغات علبة شامبو في جاكوزي المسبح , ما تسبب بقدوم البوليس و إغلاق المسبح .
في الهايم الذي كنا فيه ,
استطاعت مراهقة روسية تسكن قرب الهايم ,
من أن تنشر عدوى الإيدز بين أكثر من عشرة مراهقين من العرب و المسلمين الذين يقطنون الهايم ,
ما تسبب في اعتقلهم و وضعهم في دائرة حجر صحي .
في جانب آخر انتشرت ظاهرة سرقة الهواتف في محطات المترو ,
و في مرة كنت قد جلست في انتظار دوري في محل حلاقة عربي , و كان أحدهم يحادث زميله بصوت مسموع من الجميع .
كان يشرح له كيف سرق في يوم السبت الماضي هاتف فتاة ألمانية أثناء ركوبها القطار .
كان يشرح بالتفصيل الممل , فقد وقف على بابا القطار من الداخل قبالة الفتاة الضحية ,
و عندما زمر القطار إذانا بالأنطلاق خطف الهاتف من يد الفتاة , و خرج إلى خارج القطار حيث بدأ الباب بالإنغلاق و القطار بالسير , و بقيت الشابه في الداخل و الحرامي على رصيف المحطة .
في شارع العرب سوف يجد من سيفكّ له كلمة سر الهاتف , و لا حرج في ذلك .
من ألطف ما جادت به ظاهرة عجان البانهوف ,
هم الدعويون الجدد , الذين هربوا من ديار الإسلام إلى ديار الكفر ,
لينشرو دينهم الحنيف بالحسنى ,
كانوا يقضون أوقاتهم الفائضة في ركوب القطارات التي يركبونها أصلا بتكت شهري مدفوع من مكتب البطالة ,
و يقومون بقراءة متواصلة لسور و أيات من المصحف بقصد تحنين قلوب الألمان لسماعهم القرآن ,
لأنه له حلاوة، وإن عليه لطلاوة , حسب تعبير المشرك الوليد بن المغيرة , الذي عاش 98 عام ولم يسلم .
Social Links: