بهيجة الزهوري
لطالما كانت الديانات و المعتقدات ذريعة في التاريخ البشري لشرعنة الهيمنة الذكورية . فمنذ ظهور الديانات تراجع دور المرأة في المجتمع الأميسي الأول لصالح الباترياركية والتي يعتبر الدين أحد تمظهراتها الأساسية . حيث الإله هو دوما ذكر . فالديانات التي تنسب للآلهة الأنثى فقط الوثنية أما الديانات الموصوفة بالسماوية فكلها لها إله ذكر .
حيث الإله أو الرب هو الأب ، والكاهن أيضا هو الأب .تبقى النساء في اللاهوت المسيحي مقتصرا دورهن على الراهبات اللواتي وهبن نفسهن لخدمة الكنيسة…
ففكرة خروج آدم من الجنة التي تواترت في كل الديانات السماوية بسبب حواء ،المرأة، جعلت هذه الخطيئة سببا في دونيتها مقارنة بالرجل، حيث إلصاق الخطيئة بها كأنثى جعلها سببا في شقاء الجنس البشري . وهذه الفكرة في التوراة والإنجيل ، أما القرآن فحتى حين ساوى بينهما في أكل الشجرة والخطيئة، ظلت المرأة رديفة الشيطان وأنها هي من وسوست لآدم بذلك .
أثناء قراءتنا لتاريخ اللاهوت البشري والديانات نجدها كلفت الرجل دوما بالجوانب الروحية والمناصب اللاهوتية الكبيرة ، في حين اقتصرت أدوار المرأة في العبادة فقط وخدمة السيد / الكاهن أو الزوج أو الأب . فهو المسؤول عنها حتى في العبادات والاعتقاد الخ . البابا في الكنيسة هو الوحيد القادر على فسخ الزواج الكنيسي . وفي الإسلام هو الولي الشرعي للمرأة في الزواج وكل المعاملات القانونية ، وكثير من النصوص تبرر هيمنة الرجل كالإرث والشهادة في الإسلام. وفي اليهودية هي بمثابة الخدم ويمكن للأب بيعها ، كما أن ولادتها ضعف نجاسة الذكر في التوراة ويلزمها ضعف طهارته..
اذن يتضح أن الدين دوما كان وسيلة لتكريس الهيمنة الباترياركية على مر التاريخ ، وإعطاء امتيازات للذكر جعلت منه مهيمنا من حيث قربه من الإله أكثر من المرأة. وينتج عن هذه الهيمنة التاريخية هيمنة اقتصادية بحكم استغلال هذه المناصب للتحكم الاقتصادي كما فعلت الكنيسة طيلة قرون، حيث جمعت أكبر احتياطي من الذهب في العالم .
Social Links: