ما قبل قبل الإغتيالين.. التفاهم الأميركي الإيراني «يتقدم» وإسرائيل «ترتبك»!

ما قبل قبل الإغتيالين.. التفاهم الأميركي الإيراني «يتقدم» وإسرائيل «ترتبك»!

علي الأمين

على الرغم من خطف إغتيال القائد الحمساوي إسماعيل هنية الأنظار، عن إستهداف القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر في “عقر داره”، إلا ان الأهم يبقى، وقبل “الحشرة” الإيرانية، ما جرى قبيل العمليتين “النوعيتين”، والذي سينسحب عليهما حكماً، وقد أماطت اللثام عنه مصادر غربية لموقع “جنوبية”، يفيد بحصول تقدم درامتيكي في الإتفاق النووي الاميركي الإيراني وملحقاته، تحفظت عليه اسرائيل بقوة.
بانتظار ما سيقوله امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، بعد اغتيال المسؤول العسكري فؤاد شكر، الذي لم يعلن رسميا استشهاده بعد حتى كتابة هذه السطور. فما كان يحضر نصرالله لقوله اثر هذا الاغتيال لاحد المؤسسين للجهاز العسكري في “حزب الله” وقائده اليوم، قوضته عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ “حركة حماس” اسماعيل هنية، خصوصا ان الاغتيال تم في طهران، وتحت الأعين الايرانية وحمايتها الخاصة.
السؤال الذي يطرح، هو كيف سيرد “المحور” الذي تقوده ايران، والتي اكد مرشدها ومرشد المحور السيد علي خامنئي، ان ايران نفسها هي من سيرد على اغتيال هنية، الضيف الذي كان يشارك في حفل تنصيب الرئيس الايراني مسعود بزشكيان امس الثلاثاء.

بدا ان إغتيال شكر اقل شأناً واهمية ربما لأن الحدث كان على الاراضي الايرانية وباتت ايران معنية مباشرة بقضية الرد

وفيما يبدو الرد على اغتيال هنية وشكر هو حتمي، الا ان الملاحظ ان حدث مقتل هنية، جذب الاضواء والاهتمام اليه، وبدا ان إغتيال شكر اقل شأناً واهمية، ربما لأن الحدث كان على الاراضي الايرانية، وباتت ايران معنية مباشرة بقضية الرد.

نتنياهو أُبلغ من الادارة الاميركية خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن ان تطورا مهما تحقق في العلاقات الاميركية الايرانية سيفضي الى انجاز اتفاق بين الطرفين

وفي العودة الى القرار الاسرائيلي، بتنفيذ الاغتيال في بيروت وطهران، اشارت اوساط غربية لـ”جنوبية”، وقبل ساعات من تنفيذ العمليتين الاسرائيليتين، ان رئيس حكومة الحرب الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، أُبلغ من الادارة الاميركية خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، ان تطورا مهما تحقق في العلاقات الاميركية الايرانية، سيفضي الى انجاز اتفاق بين الطرفين على ملفات عدة، ابرزها الاتفاق النووي والعقوبات، وكان رد فعل نتنياهو الرفض، وان اسرائيل لن تقبل بذلك”.
تخريب العلاقة بين واشنطن وطهران، قد يفسر جانبا من استهداف الضاحية واغتيال هنية في طهران، لاستدراج ايران مباشرة، وهو بالضرورة يعني استدراج واشنطن، لحرب في المنطقة الى جانب اسرائيل.
البراغماتية الايرانية امام مأزق، فهل تدفع المحور وبقيادتها، الى توجيه ضربة لاسرائيل، تدرك ضمنا ان واشنطن لن تقف فيها على الحياد، بل الى جانب اسرائيل مع دول غربية اخرى؟

تخريب العلاقة بين واشنطن وطهران قد يفسر جانبا من استهداف الضاحية واغتيال هنية في طهران

الأرجح ان شيئا من تجرّع السم، ستقدم عليه القيادة الايرانية، وهو التنسيق مع واشنطن من اجل منع تمدد الحرب، مع حفظ حق الرد على اسرائيل، والرد المقنع لايران واذرعتها، خصوصا ان عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لم يقابلها ردّ مقنع، ربما تجنبا لحرب اميركية مع ايران، وتفاديا لحرب تكون الساحة الايرانية، مسرحا من مسارحها.

الأرجح ان شيئا من تجرّع السم ستقدم عليه القيادة الايرانية وهو التنسيق مع واشنطن من اجل منع تمدد الحرب

الغاية السياسية هي من تقرر طبيعة الردّ، ولدى واشنطن العديد من الاوراق، التي يمكن من خلالها لجم التصعيد، مع وجود مخاطر ان تتحول ايران مسرحا للحرب وهو أمر ليس مستبعدا، خصوصا اذا كان الرد على عملية اغتيال هنية وشكر كبيرا يتجاوز التوقعات الاميركية.
لبنان بعد اغتيال هنية لم يعد ساحة المواجهة الوحيدة، ولا منطلقا وحيدا لردّ المحور، المسألة تجاوزت الأذرع الى الجسم الايراني نفسه، ومواجهة ايران في صلبها عمليا، واسرائيل تترقب وتنتظر ما ستقوله طهران وتنفذه.

جنوبية

  • Social Links:

Leave a Reply