ما لم يقله نصرالله عن «شرف الرد» على الإغتيالين!

ما لم يقله نصرالله عن «شرف الرد» على الإغتيالين!

حسين عطايا

على الرغم من هول الصدمة التي اصابت “حزب الله” كتنظيم جهادي، نتيجة نجاح استخبارات العدو الصهيوني، في اغتيال فؤاد شكر ، والذي يُعتبر رئيس اركان قوات “حزب الله” ، وعقله العسكري المُدبر ، إلا ان امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ، ظهر بالامس أثناء القاء كلمته ، ومن خلال شاشة من مكان إقامته، ظهر هادئاً بعض الشيء ، والقى كلمة تأبين القائد العسكري “الحاج محسن”، دون التطرق كثيراً الى اساليب التهديد والوعيد، والتي كانت تأخذ حيزاً في كلمته، وتطرقه الى مختلف الساحات، او التمجيد باليمن وسوريا والعراق، ويستفيض في شرح انتصارات محوره المقاوم، وهزيمة الولايات المتحدة وإسرائيل، بل كانت كلمته متوازنة بعض الشيء مع قليل من التهديد والوعيد، واختار كلماته بدقةٍ متناهية، وكانت كلمته هادئة في مجملها، مع بعض الاخطاء المتعمدة في مجرى كلمته:

ظهر هادئاً بعض الشيء والقى كلمة تأبين القائد العسكري “الحاج محسن” دون التطرق كثيراً الى اساليب التهديد والوعيد

اولاً، ان العدو اخترق الكثير من الخطوط الحمر في غارته على الضاحية.
فنُذكر سماحته انها ليست المرة الاولى بل هي الثانية، التي تحصل فيها حالة اغتيال وفي عقر الضاحية ، وقد كانت سبقتها في بداية العام الحالي عملية اغتيال صالح العاروري وهو نائب رئيس المكتب السياسي ل”حركة حماس” وهو في ضيافة الحزب في الضاحية الجنوبية، كما غيره من القادة في “حماس” و”الجهاد الاسلامي” والحوثيين وغيرهم، وكما قال ان في ذلك الاغتيال مس ليس بالامن القومي، بل بشرف المقاومة، كما قال عن اغتيال اسماعيل هنية في طهران، وبالتالي لم يكن الرد مناسباً لعملية الاغتيال.

ثانياً، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي ل”حركة حماس” اسماعيل في طهران، وفي معقل الحرس الثوري، هو امرٌ بالغ الخطورة ، وقد قال نصرالله ، ان في ذلك ليس خرقاً للأمن القومي الايراني، او إعتداء على السيادة الايرانية، بل مس بشرف ايران.

وهنا ايضا يهمنا ان نُذكر سماحته، بأنها ليست المرة الاولى التي يقوم فيها الكيان الصهيوني بالاعتداء على شرف ايران، بل قد سبقها العشرات من الاعتداءات ، وهنا بعض منها:

اغتيال رئيس المكتب السياسي ل”حركة حماس” اسماعيل في طهران، وفي معقل الحرس الثوري، هو امرٌ بالغ الخطورة

اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة، وهو كان يُسمى ابو المشروع النووي الايراني، وفي قلب طهران بالذات. كما جرى اغتيال العديد من الضباط في الحرس الثوري الايراني في طهران ايضاً.

وليس اخراً، سرقة الارشيف النووي الايراني عبر الموساد الصهيوني، والذي يضم الاف المستندات والوثائق المتعلقة بالمشروع الايراني، ومن داخل ايران وخزائنها الموصدةِ جيداً.

لذا، لم تكن عملية اغتيال اسماعيل هنية هي المرة الاولى التي يُمس فيها شرف ايران، وتأتي الردود عليها باهتة وركيكة وسيئة السمعة الى حدٍ كبير.
وهذا الامر أن دل على شيء، يدل على ان ايران ومحورها المقاوم ساقطة عسكرياً، امام الغطرسة الصهيونية وداعميها، وساقطة بالسياسة امام الادارة الامريكية حيث تلهث لنيل رِضاها في العودة للأتفاق النووي، الذي اطاح به الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن ايران كل همها، ولو أُجبرت على التضحية بأحد اذرعتها فقط، لتجلس على طاولة المفاوضات الشرق اوسطية، لتتقاسم النفوذ والحصص حين تحين الفرصة، بعد انتهاء الحرب، وعلى حساب حلفائها واتباعها، ممن يدورون في فلكها.

اما بخصوص “حزب الله: وحرب المشاغلة والاسناد ، فصحيح ما قاله نصرالله بالامس، اننا ندفع ثمنه في لبنان من دم اللبنانيين وارزاقهم ومستقبل ابنائهم، ولكن دون نصرة غزة او اسنادها لانه لم يبق في غزة حجرٍ على حجر ليخَبر ماذا حصل.

هذا الامر أن دل على شيء يدل على ان ايران ومحورها المقاوم ساقطة عسكرياً امام الغطرسة الصهيونية وداعميها

اما في موضوع الرد على اغتيال فؤاد شكر ، فقد اتسمت كلمة سماحته بالهدوء، في اختيار الكلمات بدقة متناهية في ان الرد آتٍ لا محالة، وهذا شيٌ مؤكد لكن لم يحدد الزمان والمكان، لان برأينا ان الرد يجب ان يتسم بصفة الدقة، وأن يكون مؤلماً للعدو بحجم ما حصل في اغتيال شكر، وهذا الامر يتطلب وقتاً للرصد والاستطلاع، لتحين الفرصة التي تمكن “حزب الله”، من الرد على اغتيال كبير قادته ورئيس اركانه، وذلك دون الاضرار بالمدنيين، وفقاً لما اتت التوصية الامريكية، عبر الوسيط القطري لايران والحزب، تحاشياً لرد صهيوني في اخذ المنطقة الى حرب مفتوحة وشاملة.

عن جنوبية

  • Social Links:

Leave a Reply