على ضوء حادثة – زولنكن – الألمانية
صلاح بدرالدين

لم يعد سرا ان محور الشر العالمي بنسخته الجديدة عبارة عن اليمين الأوروبي عامة والألماني خاصة + طغمة بوتين + داعش واخواتها + ايران ، فاليمين الألماني : هو التيار الأكثر تطرفا الذي ظهر ونما منذ عام ٢٠١٣ : – الحزب البديل لألمانيا – . alternative fur deuchland AFD –
اما طغمة بوتين فهي النظام الدكتاتوري الحاكم في روسيا ، وداعش من بقايا ارهابيي دولة الخلافة الإسلامية ، وايران وتشمل نظام ولي الفقيه بطهران ، وتوابعه من نظام الأسد ، وميليشياته الولائية في لبنان ، واليمن ، والعراق ، والمنظمات المسلحة التابعة له في الساحة السورية ، والكردستانية .
قد يتساءل البعض بشكل عفوي وماذا يربط الألماني بالروسي ، والإسلامي السياسي ، والعربي ،والإيراني ، والعراقي ، والسوري ، واليمني ، واللبناني ، والفلسطيني ، والكردي ، ؟ والاجابة السريعة هي ان لهذه الأطراف جميعها مصالح مشتركة في اكثر من قارة ، وبلد ، ومنطقة ، وتنسيق وعمل مشترك في اكثر من جبهة وخط تماس في هذه المرحلة بل في هذه اللحظة بالذات ، ولكن كيف :
لم يكن معلوما ان نظام ايران المذهبي الشيعي المتشدد يقدم الدعم المادي ، واللوجستي لمنظمات القاعدة السنية المتشددة ، او انه سهل امتداد – داعش – وسيطرته على الموصل ، وباقي المناطق في العراق وسوريا ، ولم يكن معتادا ان يتحالف نظاما البعث في سوريا والعراق مع فصلئل الإسلام السياسي السنية منها والشيعية ، ولم يكن معلنا دعم حكومات – بنيامين نتانياهو – لحركة حماس ( الاخوان المسلمون الفلسطينييون ) ، ولم يكن بالحسبان تقديم راس الفتنة المذهبية بلبنان – حسن نصر الله – الدعم المعنوي والمادي لجماعات إسلامية سنية لبنانية ولداعش في مرحلة سابقة ، وكان مفاجئا لدى البعض ان يفتح نظام طهران الديني المذهبي ذراعيه للحزب الماركسي ( ب ك ك ) ويغطي نشر قواعده في قنديل وشنكال ومناطق أخرى .
منذ بدايات الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا ووقوف دول الناتو ، والاتحاد الأوروبي ضدها ، ومع الشعب الاوكراني وحكومته الديموقراطية المنتخبة ، وبحسب المعطيات التي ابرزتها وسائل الاعلام صراحة او مواربة فان العملاء السريين لموسكو باشروا في تخريب المنشآت في الدول الأوروبية ، والتواصل مع المجموعات الراديكالية ، والفوضوية خصوصا اليمينية الفاشية منها واليسارية الأكثر تطرفا ، وتقديم الدعم المادي لها وبالأخص في المانيا ، وفرنسا ، وبريطانيا وغيرها ، كما استندت طغمة بوتين في العديد من مخططاتها التآمرية على منظمة – فاغنر – الإرهابية ضد النظم الحرة ، والشعوب المسالمة في أوروبا والشرق الأوسط ( وبينها سوريا ) ، وافريقيا ، وامريكا اللاتينية ، الى درجة ان أحزابا وجماعات سياسية لم تعد تخفي تعاطفها مع طغمة بوتين مثل – حزب البديل الألماني – وحتى الحزب الديموقراطي المسيحي المعارض ، وبعض الشراذم التي تدعي زورا الالتزام بالمبادئ اليسارية ، الى جانب ان طغمة بوتين ابادت مسلمي بلادها وتتعاون مع مسلمي الجمهورية الإيرانية ؟ ، .
الأحزاب والجماعات اليمينية في أوروبا تقف مع طغمة بوتين ، وتتعاطف مع نظام طهران ، وتؤيد نظام الأسد الذي اجرم بحق السوريين ، وتكره بشدة اللاجئين السوريين الفارين من اجرام النظام ، وكذلك اللاجئين الإيرانيين المعارضين .
لاشك هناك نوع من توزيع الأدوار بين مراكز اطراف محمور الشر الجديد هذا ويظهر المشهد أوضح في التطورات الألمانية : القضاء الألماني يغلق – الجامع الأزرق – في هامبورغ بعد توفر دلائل على ارتباط القائمين عليه بنظام طهران ، بوتين يهدد المانيا او بالأحرى الائتلاف الحاكم ( الأحمر ، والاخضر ، والاصفر ) بالاعتداء النووي ، وداعش يلهب الساحة بالهجوم الإرهابي بمدينة – زولنكن – لتوفير ذريعة لتقدم اليمين المتطرف في الانتخابات في مضاعفة العداء للأجانب ، ويفوز في مقاطعتي ( ساكسن وتورنكن ) ، ويستعد للفوز بمقاطعات أخرى .
بخلاف مراحل سابقة عندما كانت جماعات – ب ك ك – في أوروبا ، وألمانيا تعطي الانطباع السلبي عن موقف الجاليات الكردية ، فان الكرد في أوروبا وألمانيا تحديدا ، واللاجؤون الكرد عموما ، وهم بغالبيتهم من ضحايا الاستبداد ، والإرهاب ، والفاشية لاتلتقي مصالحهم ، ومستقبلهم مع اطراف محور الشر ، بل يقفون صفا واحدا ضد كافة اشكال الإرهاب ، ومع السلم والاستقرار ، والعيش بامان في ظل القوانين النافذة .
الاستبداد ، والفاشية ، والدكتاتورية ، والإسلام السياسي الإرهابي ، والمجموعات الفوضوية ، عبر مراكزها ، وتوابعها ، وفروعها ، من أنظمة دول ، ومنظمات مؤدلجة ، وميليشيات مسلحة مرتزقة ، تقف صفا واحدا في جميع القارات ، والمناطق ضد حرية الشعوب ، والديموقراطية ، والتقدم الاجتماعي ، والسلم ، والاستقرار .
والسؤال وفي ظل هذه الفوضى – غير الخلاقة – هل من آمال تعقد على مساعي تنظيم صفوف الشعوب وقواها الحية على المستويين الإقليمي والعالمي للوقوف امام هذا التحدي المصيري ، وإنقاذ مايمكن إنقاذه ؟ .
Social Links: