د خالد المسالمة

لا بد لكل حُّرٍ شريف، من العمل على فضح وتعرية كل من يتحالف مع الغُّزاة الفُرس في حروبهم القذرة على الشعوب العربية. ولا بد من النظر إلى دماء السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين والاحوازيين وغيرهم من العرب بالعدل والانصاف والمساواة مع دماء وحياة الفلسطينيين.
فالدماء والأرواح العربية الكثيرة التي ازهقها الغزاة الفرس، وعملائهم من المجرمين الطائفيين والقتلة، خلال فترة قصيرة نسبيا من الزمن تعادل عشرين ضعفاَ مما أزهقته الحركة الصهيوني خلال الثمانية عقود الماضية. وبكل الأحوال فإن تلك الدماء والأرواح العربية ليست أرخص من دماء الفلسطينيين. بل أن كل الأرواح والدماء غالية على الشعوب العربية ومن المرفوض استباحتها.
فالمعادلة إذا التي يروج لها هؤلاء المجرمين والتي تقول: ((اما ان تقف إلى جانب إيران، او تقف إلى جانب إسرائيل))، معادلة غير صحيحة على الإطلاق لسبب بسيط هو أن ان الطرفين، هم اعداء الشعوب العربية متفقان، ((على الاقل ضمنيا))، على تدمير الدول والشعوب العربية.
وفي هذا المجال انصح على وجه الخصوص النخب والقيادات الفلسطينية الابتعاد عن المثل الشعبي القائل: ((ألف عين تبكي ولا عين أمي تبكي)) لأن في ذلك استرخاص قذر للأرواح والدماء العربية ولذلك فلابد لهؤلاء في إعادة النظر والتوقف عن الاعتقادات غير الصحيحة بان القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة العادلة في المنطقة، هي القضية الوحيدة المركزية للأمة العربية. لأن هذه الاعتقادات أصبحت غير صحيحة وقد تجاوزها الزمن، واصبحت قضايا الشعوب العربية الاخرى عادلة ومركزية ايضاً بنظر شعوبها وبنظر شعوب المنطقة العربية. وهي مهمة وبنفس القدر والمستوى مع القضية الفلسطينية.
ان استمرار بعض النخب والقيادات الفلسطينية في هذا الاعتقاد والتصرف على هذه الأسس الخاطئة التي تجاوزتها الأحداث، والاستمرار بالسماح لأنفسهم، خيانة الشعوب العربية الحرة الثائرة على الطغيان، والسماح لأنفسهم بتحدي مشاعر الملايين من العرب، والاستمرار بالتحالف مع الغزاة الفرس وتبرير جرائمهم في الدول العربية، فان ذلك سيؤدي، عاجلاً ام اجلاً، إلى انهاء القضية الفلسطينية وهلاك الشعب الفلسطيني.
لا بد للنخب والقوى الفلسطينية الفاعلة من اعادة النظر في المعتقدات الباطلة والتي يتجاوزها الزمن والواقع، والابتعاد عن الغزاة الفرس وعن عملائهم الطائفيين في المنطقة العربية.
وان الاستمرار في التحالف مع الغزاة الفرس، وهم ألد اعداء العرب، ستخسر القضية الفلسطينية العمق العربي الذي حماها من الزوال طوال عقود الصراع مع العدو الصهيوني، وستخسر القضية الفلسطينية الشعوب والحكومات العربية تباعاً، والتي شكلت للشعب الفلسطيني سداً منيعاً في وجه النوائب والصعاب التي واجهت الشعب الفلسطيني اثناء مسيرة كفاحية الطويلة.
وقد بدأت للأسف بوادر الابتعاد الشعبي والرسمي العربي عن الشعب الفلسطيني، وعن قضيته تتشكل وتتوسع دوائرها بشكل متسارع، نظراً لعدم قدرة النخب الفلسطينية على استيعاب حقيقة التغيرات التي تحدث في المنطقة واصرارهم على التحالف مع الغزاة الفرس، بعد هذا الكم الهائل من الدماء والأرواح التي أزهقوها..
فالغزاة الفرس هم اعداء للشعوب والدول العربية، كما الصهاينة وأكثر. ولذلك دعونا جميعاً أن نقول وبصوت واحد : بعد اليوم ممنوع على أعين أمهاتنا جميعاً أن تبكي.
22/09/2024
Social Links: