مؤتمر بروكسل الذي رعته قسد … بهدوء !

مؤتمر بروكسل الذي رعته قسد … بهدوء !

مهند الكاطع


بعض الذين حضروا مؤتمر بروكسل بدلاً من الاعتذار واعترافهم بالخطأ أو أنهم شربوا المقلب، وساهموا عبر لعبهم دور “التيس المُحلّل” في التسويق لعصابة العمال الكردستاني عبر اذرعها السورية (مسد، قسد) ، فانهم استمروا بالمكابرة ومحاولة تبرير حضورهم،فتارةً يضعون ذلك في سياق (الحوار السوري – السوري) وشعورهم أن قوى الأمر الواقع مرضي عنها غربياً ويجب التعامل معها بحسب فهمهم وشعورهم وتقديرهم! وتارةً يحاولون تصوير أن انتقادهم يأتي على خلفية قولبة عنصرية اتجاه الاقليات القومية والدينية !

اولاً: غالبية أعضاء المؤتمر الذين حضروا فيزيائياً أو عبر الزوم كانوا من أعضاء منظمين في قسد ومسد (65 شخصية) وهم الذين ضمنوا عملية التصويت التي أفرزت أمانة عامة تقودها قسد في المقاعد الاربعة الاولى ومنهم الهام أحمد عضو قيادي في حزب العمال الكردستاني الإرهابي.
ثانياً: البيان الختامي تبنى موضوع اللامركزية (الفيدرالية) وهي في حال محاولة تطبيقها على دولة بسيطة مثل سورية يعني تقسيمها وفق سيطرات الأمر الواقع التي دعت اليها قسد في مسودة مؤتمرها، كذلك البيان الختامي تبنى ما اسماه “حل قضية كردية في سورية”، وانا شخصيا ادعم حقوق كل السوريين بمختلف اطيافهم وهذا لا يكون إلا ضمن سياق قضية وطنية شاملة لجميع السوريين، ووجود مسائل ذات خصوصية للأكراد أو السريان أو التركمان أو أي مكون سوري، لا يعني أن نسميها قضايا ومنحها “صبغة سياسية”، فالقضية هنا ستحمل مفهوم قضية أرض وشعب، وفي سورية تاريخياً لم يكن هناك قضية كردية بهذا المعنى والمفهوم، بل هناك قضية وطنية سورية تتعلق بالحريات والمواطنة التي يفتقدها بالشعب السوري وثار على النظام من أجلها.

ثالثاً: قوات ما يسمى حماية الشعب YPG وبعد ارتباط اسمها بانتهاكات ومجازر عديدة وسمعة سيئة بدعم من النظام السوري ، قامت بتغيير اسمها نهاية عام 2015 بطلب من الأمريكان واصبحت قوات سورية الديمقراطية (قسد) وجرائمها بحق الشعب السوري لا تزال مستمرة، وعلاقتها الامنية والاقتصادية أيضاً مع النظام السورمؤتمر بروكسل الذي رعته قسد … بهدوء !ي وأجهزته الأمنية لا تزال مستمرة، وجميع فروع مخابرات النظام لاتزال تتمركز في القامشلي والحسكة مع وحدات من الجيش الذي قدم الدعم للعمال الكردستاني منذ بداية الثورة وسلمه المنطقة مقابل قمع الثورة فيها وقمع العرب والكرد.

رابعاً: جميع المبررات التي قدمها المشاركون والمدعوون في المؤتمر كانت ضعيفة لا تواري العار الذي لحق بهم من هذه المشاركة المفضوحة، ولعبهم هذا الدور الذي يهدف بالدرجة الاولى لالتماس شرعية تفتقدها عصابات قسد رغم سيطرتها العسكرية على المنطقة، هذه الشرعية لم تحصل عليها من اهالي المنطقة الشرقية رغم مشاركة بعض الشخصيات المشبوهة معهم في النشاط السياسي في المنطقة،لذلك حاولوا جلب شخصيات سورية من باقي المحافظات ليعبروا من خلالهم على الساحة السورية تدريجياً.

خامساً: معظم الشخصيات التي شاركت في هذا المؤتمر عليها اشارات استفهام، وبعضها يبدو انه تم استدراجه دون أن يدرك عواقب ذلك، لكن يكفي مراجعة نتائج التصويت بالمؤتمر الذي اختار له امانة عامة لاكتشاف مدى انخداع هؤلاء الذين ارتضوا على انفسهم هذا الدور.

ختاماً: المطلوب من الاشخاص الذين شاركوا بهذه الخطيئة الاعتذار والانسحاب بدلاً من اتخاذ الموضوع كمسألة شخصية، ويجب ان يتفهموا كذلك دوافع المنتقدين بشكل موضوعي ومعقول بدل من تصنيفه بخانة الاتهامات الجاهزة!

  • Social Links:

Leave a Reply