نصوص.. ( حلاوة بالسمسم )

نصوص.. ( حلاوة بالسمسم )

كتبها.. محمد زادة.


ذهب محمد زادة ذات يوم للقاء صبية على ضفاف الراين فشربا القهوة على التراس وهما صامتان ، كان محمد يتأمل ناقلات البضائع العملاقة وكانت الصبية تتأمل امرأة جالسة لوحدها تنتظر في حالة إنتظار .
شربت الصبية قهوتين سادة بينما وضع محمد زادة خمسة ملاعق كبيرة من السكّر في فنجانه الصغير وحين عادت النادلة بقطعة كيك طلبتها الصبية تأملها محمد وطلب من النادلة أن تُحضر له طبق حلاوة بالسمسم وكأن النادلة لم تفهم طلب محمد زادة فدار السؤال على التراس عن الحلاوة وتعالت الأصوات ( طحنيّة ، حلوى شامية ، رهش ، ) مترافقآ بضحكات الصبية بينما عادت نظرات زادة تتأمل ناقلات البضائع في عرض الراين فقاطعته الصبية ….
_ بدّك حلاوة
_ ايه مع سمسم إذا سمحتي .

المرأة التي كانت تنتظر لازالت تنتظر ، وهناك ناقلة عملاقة تعبر الراين بينما زادة يسأل نفسه ….

  • ماذا لو كانت هذه الناقلة محمّلة بالحلاوة .
    قاطعته النادلة بالأعتذار منه …
    Es tut uns sehr leid wir haben keine HALAWA .
    ( نعتذر جدآ لا يوجد عندنا حلاوة )
    بسخط يردد زادة بينه وبين نفسه
    ( دولة عظيمة ولا تستطيعون صنع الحلاوة ، طز في المرسيدس وال ب م ف والآودي
    سألته النادلة ؟؟؟
  • هل قلت مرسيدس ( الصبية تضحك )
    و محمد يُجيب ..
  • لا شيء قلنا حلاوة .
    ( تقاطعه الصبية )
  • سترى بعد عدّة سنوات مصانع للحلاوة في كل مدن ألمانيا .
    _ لا أحد يستطيع صنع الحلاوة ، الحلاوة لا تّصنع بل تولد ولادة في خيمة من الشعر وتنتقل سيرتها من خيمة إلى خيمة ، هل تعرفين أن الملك فاروق في أول لقاء له مع ناريمان قدّم لها الحلاوة ، هناك خمسة عشر رسالة من كافكا إلى ميلينا عن الحلاوة ، همنغواى حين كتب الشيخ والبحر كان يأكل الحلاوة ، ماركيز في روايته جنازة الأم العظيمة كتب أهم جملة في تاريخ الأدب عن الأم / لقد فقدت الحلاوة / ، كل الجيوش التي غزت بلاد الشام كانت تطمع في حلاوتها ، صدقيني صدقيني أيتها الصبية أن كل هذا الدمار في بلادي منذ سنوات هو لأجل الحلاوة ، في أول حبٍ لي شعرت بأني ملك ملوك الحلاوة لم أنم وهي معي كيف أنام وفي بيتي حلاوة العمر ( تيمنآ بأولاد عمي .. الشاوي لا ينام وتحت راسه حلاوة )
    ظلّ محمد يضيف السكر إلى فنجان قهوته محاولآ إلتقاط نكهة الحلاوة ولو لِلسْعةٍ صغيرة وهو يتمتم أغنيته المفضلة / يا حلاوة الدنيا يا حلاوة / وظلّت الصبية تتأمل المرأة التي كانت تنتظر .
    ………
    مقطع من حلاوة بسمسم.

  • Social Links:

Leave a Reply