اخيل اخيل
الامم المتحدة وعصبة الامم وقبلها بنصف قرن تقريبا ظهر مفهوم الحياد هذا الحياد الذي أسس على المقاسات الأوروبية … الحياد فرضه طبيعة الديموغرافيا وتركيبة السكان الدينية والعرقية التي هي أساس الصراعات الأوروبية الأوروبية كما حياد سويسرا وحياد ليخنشتاين أو طبيعة الموقع الجغرافي لدول صغيرة بين عمالقة كالدول الاسكندنافية وفنلندا وهدفها ضمان الحفاظ على الوجود بالسلم وليس بالحرب… كل هذا تم تنظيمه بين دول الشطر الغربي من اوروبا بشقيه اللاتيني و الانغلوسكسوني اما الروس والسلاف بشكل عام لم يساهموا فيه بل لم يسمحوا لهم بذلك منذ القرن الثامن عشر.. ولذلك عندما حدثت الحرب بين السلاف أنفسهم الروس والاوكرانيبن( مع التوقف قليلا في تركيبة أوكرانيا ) هنا اختلفت المقاييس والدول المحايدة تصبح طرف لأن الصراع خارجيا ليس بين دول غرب اوروبا نفسها.
الغرب لا يحب أوكرانيا بقدر كرهه للروس منذ زمن القياصرة مرورا بالشيوعية حتى الآن.
صحيح روسيا داخليا دولة غير ديموقراطية كما كانت في عهد الشيوعية.. لكن تعامل الغرب مع الدول ليس مقياسه ديموقراطية الدولة أبدا فهم كانو يعادون روسيا خروتشوف و بريجينيف بينما كانوا يدعمون فرانكو في اسبانيا الذي فاق عليهما دكتاتورية بل وفاق ستالين ايضا ودعموا البرتغال التي لم تتحول للديمواطية إلا في النصف الثاني من السبعينيات.. اذا المقياس ليس الديموقراطية… المقياس هو الشيء الذي لايقولونه.
هذه الدول هي نفسها التي قتلت سلفادور الليندي الرئيس اليساري المنتخب ديموقراطيا في تشيلي عام ١٩٧٣ ودعمت الجنرال بينوشيت الذي قتله. وهي التي قتلت باتريس لومومبا المنتخب في الكونغو ودعمت موبوتو في زائير.. وهي نفسها التي قتلت الملايين في أفريقيا والعالم العربي وهي نفسها من تمنع مقومات الديموقراطية عن شعوبنا لتفرض ازلامها حكاما علينا .. الديموقراطية تحررنا منهم ولذلك يمنعوا عنا التنمية الضرورية للديموقراطية بتنصيب حكام من صناعتهم علينا يسرقون البلد ويودعوا الأموال المسروقة في بنوكهم ويعطونها لشعوبهم هم .. وهم فقط . ويتحسنون علينا بالفتات تحت اسم مساعدات انسانية.
هذا من جانب اما من جانب آخر اذا نظرنا الى الخارطة منذ ألف عام لوجدنا مناطق التواجد الروماني القديم شرق المتوسط نجد أنها هي نفسها أماكن سيطرة الحملات الغربية منذ ١٠٩٥ م و وكذلك المخطط الرئيسي لطريق الحملة النابليونية ١٧٩٩ وهدفها الذي افشله الانكليز .. ومناطق نزول جيوش الانتداب ١٩١٨في بدايات القرن العشرين.. واذا قارنا كل ذلك مع التعبير الغير بريء الذي ظهر تعبير (سوريا المفيدة) في بداية ثورة الشعب السوري وكذلك مايخفيه طرح الفدرالية المريب الذي هو بالأصل طرح هذه الدول ورغبتها القديمة (دويلات الانتداب )..ولكن لحد الآن يدفعون ازلامهم لطرحه.. تطابق كل هذه الأحداث يجعلنا نعرف حقيقة سب إطالة امد المأساة السورية والسماح لحد التواطؤ بالتجنيس والتهجير والتغيير الديموغرافي والهدف البعيد من وراء ذلك…
Social Links: