فلورنس غزلان
نحن جيل جاء ليموت دون أن تتاح له فرصة يرى فيها عرس الشمس يغطي مساحة الوطن.
هل أتينا بغير موعدنا؟ هل تخلفنا عن ركبٍ مَرَّ ولم نلحق به أو نتداركه؟
منذ طفولتنا تعلمنا أن نشرب الصمت مع الماء.
منذ الصغر تآخينا مع الحزن والخوف
اعتقدنا أو اعتقد بعضنا أنا تجاوزنا قواعد القبيلة، أننا أنبياء في بلاد الخلفاء!
وأننا نقيس الأمور بموازين الحق لا بصولجان السماسرة والقوادين والتجار.
لكننا اكتشفنا ــ ومتأخراً جداً ــ أن مالدينا لايكفي، وأن كل مابحوزتنا من ماء لايغسل جزءاً يسيراً من أدران عقود من السياسة الضحلة.
واكتشفنا أيضا، أن نبوءاتنا ابنة الأرض، بينما نعيش فوق أرض مربوطة بأساطير سماوية مفتوحة الأبواب على العدم والغيب، مغلقة أمام الحوار الإنساني.
فعاد الخوف ليزج نفسه بقوة في أوصالنا، لأن نوافذ الكون صماء موصدة أمام أخبار موتنا ، مع أن موتنا معلق بأهداب رصاصهم ، الذي يعمل تحت الرماد على إشعال فتيل خلافاتنا ويغذيها بوقود صغائرنا لتشتعل حروب الأخوة …أبناء الأرض ووكلاء السماء.
إذن إما تأخرنا في القدوم، وفي النهوض ، أو أن صباحنا لم يأتِ بعد ، وأن نضوجنا لم يكتمل مازال فجاً لفظته شجرة الحياة قبل أن تكتمل دورة ولادة الوعي في تكوينه وثقافه.
فلورنس غزلان ــ باريس
Social Links: