د. منذر ابومروان اسبر
كان لينين بقول لبليخانوف المشكلة معك انك ماركسي (ارثوذكسي) ولست بجدلي .
ماذا يعني أن يكون المنتمي أو السياسي جدليا ؟
الجدلي هو الذي يتعامل مع الواقع لتغييره وليس للتسليم به .
أما العقائدي فهو يرى الواقع بما يعتقده ودون أن يحسب تطوراته القريبة والبعيدة
والبراغماتي هو الذي يبحث عن المكسب العاجل ويعتبره مقياس الحقيقة والنجاح .
السياسة الشرقية تتراوح حسب الأوضاع الاجتماعية ـ الاقتصادية ـ الثقافية بين أن تكون عقائدية أو براغماتية ومن هنا اشكاليتها التي تطرح تخطيها اليوم .
في الحالة الأولى هي خارج الواقع وفي الحالة الثانية فهي تحازي الواقع .
من الخطأ الاعتقاد ان المشهد السياسي هو السلطة المسيطرة لأن السلطة ليست هدفابحد ذاته وانما هي أداة لأهداف وبرنامج عمل تطبيقي ، وعندما يتحول المشهد السياسي إلى مجرد سلطة والتكيف معها بحد ذاتها فإنها وصولية سياسية .
والمشكلة في الثورة هي عدم التفريق بين الثورة الدينية والثورة الوطنية والثورة الاجتماعية والثورة الديمقراطية .
بهذا ، لايكفي لاية ثورة أن تحظى بالدعم لها فالثورة هي أيضا أمر قيادتها وبرنامجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي بل وإمكانية تطبيق هذا البرنامج ، وفيما إذا كانت مدنية ام دينية ام عسكرية والتناسب فيها بين ماهو مدني وديني وعسكري ، وفيما إذا كانت تملك استراتيجية مستقلة ام متمحورة خارجيا أو ارتجالية .
ولكي لا تأخذ الآراء مختلف الاتجاهات فإن مقاربة المشهد السياسي له معاييره بانتهاء الديكتاتورية السوداء والتوجه نحو المستقبل وذلك بالعلاقة مع :
١-السلم الأهلي والديمقراطية
٢-وحدة سورية ارضا وشعبا
٣-اقامة حكم انتقالي تفاوضي تحت إشراف الأمم المتحدة .
ماهي خطة وحدة العمل التي لم تتحقق في الماضي وذلك من أجل المرحلة الجديدة والقادمة ذلك هو السؤال الذي تطرحه مقاربة المشهد السياسي وأفاقه والتي يحققها الحوار اللامشروط والحريات الديمقراطية والانخراط في تحقيق أوسع الجبهة الوطنية الديمقراطية المنظمة والمتحدة .
Social Links: