النخب السورية والتغيير

النخب السورية والتغيير

د . منذر ابومروان اسبر

تبرز النخب المدنية السورية بل والعربية بعد كل حدث لتدور حوله تصفيقا حماسيا ام معارضة انفعالية به ، ام انتظارا لحدث جديد ، دون أن تتمكن من مراجعة ماقامت به .

وإذا كان لابد من النظر إلى النخب عبر قواعدها الاجتماعية و سياق الأحداث الداخلية والخارجية ، فلايمكن سوى التوقف عند مردودها ونتائجه في الواقع الملموس ، وذلك بما كانت تطرحه وتعمل من أجله ، سواء أكانت نخبة سياسية ام نخبة ثقافية تنتمي إلى الشأن العام للشعب ومايتطلع إليه .

ذلك أن أي تغيير خاصة في أوضاع ديكتاتورية لايتم إلا ضد هذه الديكتاتورية وبالتالي استجماع شروط النظر والعمل مرحليا واستراتيجيا للتخلص منها .

في هذا ،من الواضح جدا اليوم إن سقوط الديكتاتورية في أي بلد عربي لم يعقبه حتى اليوم التحول نحو الانتقال الديمقراطي المنشود ، فهل الوضعية السورية تشذ عن ذلك بانتقال إمارة ادلب الاسلامية إلى دمشق وبطاقم فصائلها العسكرية والسياسية و الدينية بعد أن أنهت الديكتاتورية الأسدية السوداء وبالمعطيات المعروفة ؟

هناك من يرفض هذه المراجعة من النخب المختلفة الداخلية والخارجية ، ويكتفي بطرح وصفاته لمايجب أن يكون .

ولكن الا يشكل الواقع القائم في دمشق نقدا للنخب بحد ذاته و التي كانت تطرح مشاريع أخرى أو انخرطت في مشاريع قريبة من توجهات السلطة لكن الجولاني نسج اسباب انتصاره عليها .

وحتى يتم الهروب الى الامام نرى إسراع النخب المختلفة التي لاتريد أن ” تبايع ” السلطة الجولانية التي تتبدى مرآة لنفسها عبر الوزارة والترقيات العسكرية وحتى لمجاهدين من بلاد أجنبية ،ولمؤتمر وطني معين من قبلها … يزداد طرح إعادة نسخ ة اشكال العمل أو المؤتمرات السابقةالتي لم تستطع أن تنتقل من منفعل الى فاعل في الأحداث .

الفرق بين السياسة و الثقافة التقليدية ان نخبها لايملكون سوى السلفية مرجعية ومشروعا والتي تشكل ردة إلى الوراء كما حدث في إيران الخميني اومصر المرسي أو السودان البشيري … ، في حين أن السياسة العضوية أو الانتقالية العصرية لايمكن لها أن توجد إلا بالمراجعة الدائمة لماتقوم به نخبها ونقدها حتى لا تتحول إلى نوع من سلفية مفوتة .

لاشك أن هذه المراجعة قاسية ولكنها تفرض نفسها بحكم الواقع وبحكم أن ماكان لن يكون .

  • Social Links:

Leave a Reply