حازم نهار
- جوهر أي تكويع هو التغيير، وهذا يفترض أن يكون ممتدحًا ومحبَّبًا عمومًا. مشكلتنا كانت، وما زالت، مع أنظمة وشخصيات مستبدة ترفض التغيير، وترى نفسها محقة على طول الخط.
- يحدث التكويع لأسباب منطقية أحيانًا، مثلًا عندما تتكشف حقائق جديدة لدى المرء، أو لأسباب تتعلق بالخوف، وهنا ينبغي لنا ألَّا نستنكر خوف البشر بل ينبغي لنا تخليصهم من خوفهم ليكونوا بشرًا حقيقيين، أو قد يحدث لأسباب انتهازية في أحايين أخرى.
- على المستوى الذاتي، لا ثقة لي بالتكويع الانقلابي، أي التكويع الذي يحصل سريعًا بمقدار 180 درجة، لأنه غير مضمون من حيث احتمال انقلابه بالدرجة نفسها سريعًا في لحظة أخرى؛ فالتغيير الإيجابي هو تغيير تراكمي تدريجي مفسَّر ومسوَّغ.
- شخصيًا، لا أستسيغ التكويع الانقلابي لأنه يشير إما إلى سطحية المكوِّع وتفاهته أحيانًا، أو إلى فجوره ورغبته في أن يبقى في مركز الاهتمام، أو إلى خوف أصيل، لكنني لن أقف ضده أو أشهِّر به أيًّا تكن أسبابه، كونه يصبُّ في الحصيلة في منطق استثمار كلِّ تفصيل لمصلحة بناء الدولة في لحظة حرجة، وسأعمل وفق مبدأ “أفلا شققت عن قلبه؟” الذي أرساه الرسول محمد بن عبدالله (وهذا هو عقل الدولة الذي يجب أن يكون فوق كلِّ عقل).
- التكويع من حالة عشق سلطة ما إلى عشق سلطة أخرى بلمح البصر هو تكويع يشير إلى عبودية متأصلة في المرء (وهذه تحتاج إلى معالجة تربوية وسياسية) أو يشير إلى روح فاجرة لا تعرف الخجل. أصلًا عشق السلطة، أي سلطة، ينبغي ألَّا يكون على جدول أعمالنا.
- يُفترض ألَّا يكون أصحاب التكويع الانقلابي، على الأقل في المرحلة الانتقالية التي تتطلب شيئًا من الحزم والوضوح، جزءًا من المشهد السياسي والوطني العام، لأنَّ تكويعاتهم غير موثوقة، وأضرارها أكثر من نفعها.
- أتمنى من السوريين جميعًا أن يكوِّعوا باتجاه بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة، ولا شيء سواها… هنا يصحّ القول: أهلًا بالتكويع والمكوِّعين!
Social Links: