د احمد نسيم برقاوي
ان النظام السياسي في سوريا من حيث الماهية هو نظام اصولي تماما كالنصرة ودولة الشام والعراق.لان الاصولية بالتعريف هي كل تعصب يحتكر الحق والحقيقة ويعلن موت الآخر ويستخدم العنف ضد المختلف للوصول الى غاياته معاندا منطق الحياة.ولهذا لا فرق بين الاصوليين ان كانوا بربطة عنق أو كانوا بدشداشة. فالنصرة ودولة الشام والعراق او اي جماعة اصولية متطرفة ليسوا نقيض النظام وليس النظام نقيض هؤلاء وان ظهر صراع بينهم فهو صراع المتشابهين تعصبا وتطرفا وعنفا .وليس هناك جديد منتصر من الصراع بينهما.
اما الشعب الذي تظاهر ومن ثم تحول الى ثورة سلمية ثم الى ثورة مسلحة شعبية بسبب عنف النظام والذي يدافع عن فكرة الحرية والكرامة الانسانية وحق الاختلاف فهو البديل الحقيقي والتاريخي عن الاصوليات بكل انواعها.
بل ان خطر الاصوليات الدنيوية لا يقل عن خطر الاصوليات الدينية ان لم يكن اخطر.لان خطاب الاصولية الدينية واضح المعالم ومباشر فيما يتلطى خطاب الاصولية الدنيوية وراء مفاهيم المدنية واالعصر وتكون ضحاياه هم المدنيون والعصريون والاحرار والمتحررون من اي تعصب..وانه يخافهم اكثر من اشباهه لانهم البديل التاريخي الراقي النقيض لاي اصولية.
ولأن فضاء البديل الديمقراطي يتسع للاختلاف ويحمي تعايش الاختلاف فان الاصوليتان تخافان هذا الفضاء ويتحدان في ممارسة العنف ضده..
Social Links: