فلورنس غزلان
لماذا تريد فرض معتقداتك الدينية على الآخر؟وإن لم يتجاوب تعتبره كافرا أو عدوا يجوز قتله! ماهو هذا الدين الذي تدعي أنك منه وتمثله وعلى أي آيات في كتاب الله تستند؟
*: ألم تقرأ في سورة البقرة قوله تعالى( لا إكراه في الدين ،قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)-آية ٢٥.
–يكفي للمؤمن …وليس المسلم فقط، المؤمن.. الذي يكفر بالطاغوت…وكلنا كفرنا بطاغوت الأسد…
*:وقوله كذلك( خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين ).. الأعراف
—وأهمها والتي تنطبق على الوضع السوري وتنوع سكانه قوله تعالى:-
*: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ،فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).. سورة البقرة – ٦٢-
–النصارى،الصابئة…من آمن بالله…الله واحد رب الكون واحد …هؤلاء لاخوف عليهم…ولا هم يحزنون…فلماذا تقتلهم لماذا؟
..من شرع لك ومن منحك الحق في العبث بحياة إنسان؟ منحها له رب الكون…وهو وحده من يحدد يوم موته لا يدك القذرة،القاتلة.
*: وكذلك قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله،والكتاب الذي أنزل من قبل ،والذي يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) ..الإسراء. ٣٣
–هل لكم أن تقولوا من هم المؤمنون؟لماذا لم يقل ( المسلمون)؟ المؤمن من آمن بالكتب السماوية .. الكتب التي أنزلت من قبل…أي قبل الإسلام..يكفي إذن أن تؤمن بكتب أخرى…
*: كما قال …”لاتقتلوا النفس التي حرم الله”…
–الله حرم قتل النفس وانت تحلل قتلها!!!هل تضع نفسك مكان الله؟إذن أنت من يكفر وليس المسالم الذي استأمنك على بيته وأهله.
*: وأيضا ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم،ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين)!!!
— إذن لايجوز أن تقتل المسالم الآمن في بيته أو في الشارع ولا من استسلم…وكيف تسمح لنفسك بالاعتداء عليه ؟
*: ( وإن جنحوا للسلام فاجنح لها)
*: وأيضا( وقل الحق من ربكم،فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. … (لكم دينكم ولي دين).
–هنا الأهم من طلب السلام…لماذا تقتله؟ –لا إكراه في الدين ولا يحق لك فرض معتقدك على الآخر…لكل دينه الدين والإيمان أمر فردي بين الله والإنسان…من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر….وأنت لست إلها لتحاسبه
*: (يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم،فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها،وما أنا عليكم بوكيل)..
–إذا الله تعالى يقول” وما أنا عليكم بوكيل. “….
—كيف توكلون أنفسكم على الآخرين؟؟؟ ،وتسمحون لأنفسكم بفرض مافي رؤوسهم على مؤمن؟؟؟، .. مؤمن آخر،أو حتى غير مؤمن…فمن “ضل فقد ضل عليها” …على نفسه وليس عليك.
هذا غيض من فيض آيات الله الكريمة،التي تمنعكم من قتل أبرياء،وتمنعكم من منح أنفسكم حق فرض معتقدكم على آخر لديه معتقدا مختلفا…لماذا هو لم يحاول فرض إيمانه عليك؟.
–لم أتخيل أني سأضطر يوما ،أن أتوجه لأهل سورية بمثل هذه الآيات لدحض إدعاء المغرضين،والذين يسيئون للإسلام ويشوهون صورته من أجل غايات سياسية -سيادية…يبحثون عن النفوس الضعيفه المغرقة في العمى ليسيطروا عليها ويجيشوها لتخدم غاياتهم وتبعدهم عن أخوتهم في الوطن، فتزرع الفتنة بين الطوائف…والتي تعتبر أشد خطورة على العلاقات الوطنية،وإن استمر هذا الحشد فمصيرنا محفوف بخطر حرب أهلية…تنهي ماتبقى من سورية.
هذا الكلام أضعه برسم الحكومة الانتقالية فعليها تقع المسؤولية الأولى في وضع حد لمثل هذه التصرفات…التي تسيء إليها وإلى ثقة الشعب بها،قبل إساءتها للحمة الوطنية.
Social Links: