تغيّر النظام لا يبني دولة بل تغيّر ثقافة المجتمع .

تغيّر النظام لا يبني دولة بل تغيّر ثقافة المجتمع .

نمرود سليمان


لا يمكن بناء سورية كدولة تلبي طموح شعبها في المجالات كافة بتغيّر نظام قديم بأخر جديد بل يجب تغيّر ثقافة المجتمع وفقاً لمتطلبات العصر كي تتفاعل مع الأدوات الجديدة التي قدمتها حركة الزمن التي تسير بشكل دائم الى الأمام ، الشعب الذي لا يركب قطار التغيّر يبقى في الماضي وينتقل من فشل إلى أخر .
كل مرحلة زمنية لها ادواتها السياسية والفكرية والثقافية والأقتصادية .. الخ، بمرور الزمن تظهر ادوات جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة ، مثال : الأدوات التي كان يستخدمها الشعب السوري في مرحلة الاحتلال العثماني مختلفة على غيرها اثناء الاحتلال الفرنسي والأخيرة مختلفة بعد الاستقلال وهكذا مرحلة الأسدين مختلفة عن المراحل السابقة ، كل الأنظمة السابقة التي مرت على سورية لم يتقدم الشعب السوري ولم يتطور ولم يستقر لأنها كانت أنظمة انقلابية تتأمر على بعضها البعض ولم تفكر بتغيّر ثقافة المجتمع بل لا هم لها إلا البقاء في السلطة ، الكل يتذكر الأنقلابات العسكرية التي حصلت في سورية .
سورية ليست لوحدها التي لم تتغيّر بل كل الدول العربية وكل هذه الدول وبشكل خاص الجمهورية بقت في الماضي وما زالت وكلها تحوّلت إلى فاشلة .
إذا نظرنا إلى المشهد السياسي العربي نرى بأن الدول العربية تحولت إلى مناطق نفوذ للدول الكبرى الأقليمية منها والدولية ونلاحظ أيضاً بأن جغرافية أغلب الدول العربية تحولت إلى ساحة لكسر الإرادات بين الدول صاحبة النفوذ .
لماذا كل هذه الحروب في الدول العربية ، حرب الجنرالين في السودان قتلت الاف البشر وشردت الملاين حرب النظام السوري البائد قتلت مئات آلاف وهجّرت نصف الشعب وهكذا ليبيا ، ماذا يجري في لبنان من أربعين عاماً حكم مليشيات ولا دولة في لبنان ، العراق لم يستقر منذ ثلاثة وعشرون عاماً وهكذا باقي الدول .
إن السبب الأساسي هو عدم المحاولة من هذه الأنظمة على تغيّر ثقافة المجتمع بل حافظوا على ثقافة عمرها مئات السنين ولم تدخل الشعوب العربية في عصري الحداثة والتنوير ومتى سيدخلون في عصر الذكاء الاصطناعي التي دخلت فيه البشرية باستثناء العرب .
لا يمكن للشعب السوري أن يستقر ويتطور ويتقدم إلا بتغيّر ثقافته القديمة وتفاعله مع ثقافة العصر الذي نعيشه ، الماضي مفيد لأخذ العبر ولكن لا يقدم الحلول المناسبة لعصر لم يعيشه ، الديالكتيك يفيدنا بقوله : ما كان صحيحاً في مرحلة يتحول الى عقبة في مرحلة أخرى جديدة .
تغيّر ثقافة الشعب وتفاعلها مع العصر هي المعبر الوحيد لبناء دولة ناجحة وشعب متطور وحياة مستقرة ، نعم الاستعمار القديم والحديث لعب دوراً في فشل الدول العربية ولكن علينا الأعتراف بأن الأنظمة هي التي فتحت ممرات أمنة لهذا الاستعمار .
نمرود سليمان

  • Social Links:

Leave a Reply