معركة عرسال: خسائر لـ «حزب الله»… و«هيئة تحرير الشام» تبدي استعدادها للتفاوض ــ أحمد القصير

معركة عرسال: خسائر لـ «حزب الله»… و«هيئة تحرير الشام» تبدي استعدادها للتفاوض ــ أحمد القصير

 

شرق لبنان – «القدس العربي»: تبحث وسائل إعلام «حزب الله» اللبناني، عن الحسم العسكري في اليوم الرابع لمعركة جرود عرسال، إذ أكدت ، أمس الإثنين، مصادر إعلامية مقربة منه أنّ إعلان النصر سيكون خلال الساعات القليلة المقبلة، فيما كشف مصدر خاص لـ «القدس العربي « أن «هيئة تحرير الشام» «النصرة سابقاً» فوضت الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» ليكون وسيطاً بـينها وبـين الحكـومة اللبنـانية و «حـزب الله».

وقالت مصادر متابعة للأوضاع الميدانية، في القلمون الغربي، لـ «القدس العربي»، أنّ «الحملة العسكرية لحزب الله في لبنان ما زالت مستمرة»، لافتة إلى أنّ «الحزب يستخدم كافة الأسلحة النارية الثقيلة في عمليات القصف على مواقع الجماعات الإرهابية ونقاط الاشتباك».

وأشارت إلى أنّ «الحزب قد غيّر اليوم (أمس) تكتيكه إذ اعتمد تكتيك الأمواج البشرية، مما أوقع في صفوفه العديد من القتلى»، متابعة «عدد قتلى الحزب منذ بداية المعارك يقارب 25 قتيلاً، أما أعداد الجرحى فهي أكبر من ذلك وقد تمّ توزيعـهم على مشـافي بعلـبك واللبـوة».

وحسب المصادر «الحالة النفسية لعناصر حزب الله في الجرود على وشك الإنهيار بسبب الخسائر التي تكبدوها».

وأشار المكتب الإعلامي لـ»هيئة تحرير الشام» لـ «القدس العربي» إلى أنّ المجموعات المسلحة ما زالت صامدة، مؤكداً أنّ «جماعة حزب الله تستهدف المدنيين في منطقة الملاهي».

وتابع مؤكداً أنّهم على «استعداد للتفاوض عبر الوسيط الشيخ مصطفى الحجيري»، معلناً أنّ «الدولة اللبنانية لم تبد أيّ تجاوب، بل تؤازر حزب الله مما يجعلنا نخشى أن تنقلب المعركة إلى عرسال.»

وبيّن ناشط مستقل، رفض التصريح عن اسمه أنّ «الوضع سيّء جداً في الجرود وجماعة حزب الله قد سيطرت على أغلب التلال الاستراتيجية، ورقعة المناورات باتت لا تتجاوز أكثر من 1 كلم».

وشدد على أنّ «سرايا أهل الشام ترفض الانسحاب إلا ومعها عناصر الهيئة».

وفي ما يتعلق بأوضاع نازحي وادي حميد «لقد تعرضت مخيمات اللاجئين في وادي حميد (الملاهي) لقصف عنيف برشاشات الـ23 ومدافع الهاون من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، وقد سقط عدد من الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين.»

وتخوف الناشط من إدخال النساء إلى عرسال وتجميع الذكور خلف الحاجز مع السرايا، ومن ثم دفع الجبهة باتجاههم مما يعرض الجميع لمذبحة.

وبثت على صفحات التواصل الاجتماعي، تسجيلات صوتية حصل عليها تتضمن استغاثة النساء ومناشدة الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إخراجهم من تحت القصف.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مقاتلي الحزب سيطروا على منطقتي وادي الخيل ووادي العويني، والمنطقة الأخيرة تُعتبر إحدى أهم النقاط الاستراتيجية للمسلحين، وأحد خطوط الامداد بين الأراضي السورية وجرود (محيط) عرسال.

وأوضحت أن مقاتلي «حزب الله» أحكموا سيطرتهم بشكل كامل على مناطق وادي المعيصرة ووادي دقايق، ووادي معروف ووادي زعرور، ووادي الدم، ومعظم جرود عرسال.

ولفتت إلى أن معظم المسلحين «أصبحوا محاصرين من جميع الاتجاهات بعد تضييق المساحات ومنافذ الهرب».

وذكرت الوكالة أن «حزب الله» شيّع في بلدة كفردان غربي بعلبك (شرق) جعفر علي مشيك، أحد قادته العسكريين والميدانيين، الذي قضى في «وادي الخيل» في عرسال، كما شيع العنصر حسن عباس المصري في بلدة طليا وقرى شرقي بعلبك.

«حزب الله»، نفسه أكد أنّ «المعركة مع جبهة النصرة أصبحت على مشارف نهايتها بعد مرور 4 أيام على اندلاعها».

وحسب الإعلام الحربي المركزي الناطق باسم «حزب الله»، دعا الحزب «جميع المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال لحقن دمائهم وإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم».

وقالت وسائل إعلام لبنانية موالية لـ «حزب الله» إن جيش النظام السوري «أعلن تقدّمه من الجهة الشرقية القريبة من جرود عرسال وقد سيطر على قرية السلام عليكم (داخل سوريا).

ومنذ الأربعاء الماضي، بدأ سلاح الجو التابع للنظام السوري حليف «حزب الله»، والذي يقاتل الأخير إلى جانب قواته في سوريا منذ 4 أعوام، باستهداف مواقع للمسلحين في جرود عرسال، حيث يتحصن ما يقارب الألفي مسلح تنتمي غالبيتهم إلى جبهة «النصرة» وتنظيم «الدولة»، وفق إحصائيات لبنانية.

وبالتوازي مع ذلك اندلعت معارك بين «حزب الله» و«سرايا أهل الشام ـ الجيش الحر» في المنطقة نفسها، قبل أن يعلن الطرف الأخير وقف إطلاق النار، تمهيداً للمفاوضات، حسب ما ذكر بيـان سـابق لـ «حزب اللـه».

وتضم بلدـة عرسال مخيمات يقطنها عشرات الآلاف من اللاجـئين السوريين الهاربين من الحـرب في بلادهـم.

  • Social Links:

Leave a Reply