الاسلاميين اليوم رافضين لآي تطور أو اصلاح ديني فمن أشد التصورات فساداً لدى الإسلاميين تصورهم أن العالم القديم و العالم الحديث متشابهان من حيث العلاقة والبنية، فهم يعتقدون أن نمط الماضي والتاريخ والتشريعات الصحراوية ممكن أن تتكرر في هذا الزمان وبل يعتقدون أن تطبيقها في اليابان وكندا سيجلب السعادة لتلك الشعوب ..!!
ويتناسوا أن رسول اضطر لنسخ آيات واستبدالها بآخرى لعدم تماشي الماضي مع الحاضر رغم أن كل فترة دعوة 23 عام فكيف أن كانت الفوارق 1400 عام
ومراد هذا الغباء المخل في بنية الاسلاميين وسذاجة أفكارهم سببه افتقارهم لابسط مقومات الحضارة والمعرفة، ومظاهر الفساد الفكري والمعرفي الناشئ لديهم تفوق الحصر .. !! فا الاسلاميين اليوم مصابين بعقم فكري لم يعرف به نوع من البشر كما عرفوا به هم، ومن الصفات التي يعرف بها العاقل في هذا الزمن برأته وبرأة ذمته ممن يطلقون على أنفسهم اسلاميين …
والمصيبة إن اغلبية الشعوب بسيطة وجاهلة وكل ماتسمعه منهم تصدقه وباتت تتبعهم وتلعق أحذيتهم ابتغاء مرضات الله أو بسبب التلاعب بعواطفهم الدينية…
ما يجعلني أعارض الحكم الإسلامي تاريخ الحكم الإسلامي نفسه عبر مراحل التاريخ المختلفة. فمنذ نشأة الإسلام عرف الإسلام السياسي الاغتيال السياسي بل لا أبالغ إذا قلت أن الإسلام السياسي هو من اخترع الاغتيال السياسي. الاغتيال السياسي في الإسلام بدأ منذ اغتيال عمر بن الخطاب أثناء خروجه من المسجد. هل يعترض أحد أن اغتيال عمر كان اغتيالا سياسياً. بعد عمر اغتيل خليفة المسلمين عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن الكريم أليس اغتيال عثمان اغتيالاً سياسياً بدوره. ثم اغتيل علي بن أبي طالب ثم اغتيل ابنه الحسين في عملية نفذها الخليفة الأموي يزيد بن معاوية ورجاله من خلال عملية خديعة أقل ما يقال فيها أنها كانت عملية لا تمت للأخلاق الإنسانية بصلة فما بالك بالأخلاق الدينية. بغض النظر عن كيفية وصول معاوية بن أبي سفيان للحكم وأحقيته بذلك فإن توريثه الحكم لابنه يزيد تم بعملية تصبح عملية توريث حافظ الأسد الحكم لابنه بشار.
توريث معاوية الحكم لابنه يزيد تم من خلال عملية ميكيافيللية الطبيعة وكأننا بمعاوية قد ابتكر الفكر الميكيافيللي قبل ميكيافيللي نفسه بعدة قرون. ثمة مخطوطة عربية اسمها الحيلة والسياسة عند العرب حققها رينيه خوام يقول الكتاب أن معاوية أوصى ابنه يزيد قبل وفاته أن يطلب من عمر بن العاص إنزال جثته إلى القبر ثم لا يتركه يخرج من القبر قبل أن يبايعه وبالفعل هذا ما حصل يوم وفاة معاوية قال يزيد لعمرو بن العاص أن المرحوم أوصى ألا ينزله للقبر إلا حبيب قلبه عمرو فامتثل عمرو بن العاص للأمر وأنزل الجثمان للقبر وحين أراد الخروج فاجأه يزيد بسيفه على رقبته قائلا له لا تخرج إلا بعد أن تبايعني خليفة أو أضعك بجانبه (اي بجانب أبيه الميت) فما كان من عمرو إلا أن امتثل للأمر قائلا ليزيد والله هذا ليس من عندك ولكن من هذا مشيرا لمعاوية ثم لطم جثة معاوية بحذائه واعترف بيزيد كخليفة
بعض المجتمعات في العالم تعاني بسبب سياساتها وعقولها وتصرفاتها من عدة انواع واشكال من الرجعيه والتخلف , منها تخلف علمي وثقافي وصناعي وزراعي واجتماعي وما الى ذلك من التخلفات والرجعيات الاخرى .
ولكن ان يكون هناك تخلفا – دينيا – اي في عمليات تفسير الدين وخصخصه حسب القياسات لاستخدامه واستعماله في القضايا والامور الشخصيه المطلوبه تجاريا ! . هذه الحالات والطريقه ستكون لها انعكاسات خطيره جدا على تلك المجتمعات التي تؤمن وتسير وراء ما يقرره حفنه من اناس يحاولون السيطره على عقول مختلف الطبقات بحجة انهم اولياء الله وعلماء الفقه والدين , ولهم القدره والمقدره الربانيه في معرفة ما لا يعرفه الانسان العادي , بما يتمتعون به من سماع اصوات وذبذبات ما فوق الصوتيه الاتيه من الفضاء الخارجي …
المواطن السوري انتظر وصبر لأكثر من اربعون عاما من معاناة وقهر واستبداد ودكتاتوريه وكل انواع التعسف والقمع ! والان يعاني اكثر من السابق ! والاستغراب ان تأتي التكتلات الدينيه التي تتكلم باسم الدين والقيم والاخلاق ! وان تفرض بالقوة على المجتمع.

Social Links: