د خالد بوزيان موساوي
أغلب المثقفين ذوي التكوين الأكاديمي العلمي ينتمون للطبقة المتوسطة (أو ما تبقى منها )…
بعضهم يحمل مشاريع فكرية فلسفية لتحرير الحاضر من التبعية للماضي ومن اجل بناء مستقبل عقلاني وسلمي ومريح…
الإشكال المطروح غالبا أن من يستمع لخطاباتهم ينتمون لنفس الفئة الاجتماعية (اذا استمعوا لهم أصلا)…
لما يتوجهون للعامة، اي للطبقات الاجتماعية المحرومة المعوزة، يستعملون لغة خشبية، والمتلقي من طينة (من لم يفهموا ناموا) … يجرهم الى لغته الشعبية الخاصة حيث لا تنفع النظريات العلمية والفلسفية ومصطلحاتها… يضطر المثقف للمسايرة تواضعا باعتباره ابن الشعب، فيجد نفسه يستعمل نفس خطاب العامة، خطاب يلغي رسالته لانه يجعله يسقط الى الحضيض ، الى درك اسفل لا حديث فيه الا عن لقمة العيش ….
واذا وجه نفس المثقف خطابه للطبقات الاجتماعية الثرية، لن يصل خطابه الى متلقيه الذين يتحدثون بلغة الربح والارقام والممتلكات، ولا يهتمون برسائل المثقف ، بل يعتبرونه شاعرا فاقدا للأهلية….
لذا استطاع بعض تجار الدين الاقتراب اكثر من الفقراء لاقتاعهم ان الفقر نعمة، و الاقتراب حتى من الاغنياء لما يباركون طغيانهم مقابل ما قد يشبه الفتاوات ..
لذا ايضا هناك من يحسب على المثقفين، من يلجأ الى اسلوب التهريج والنكتة والاضحاك ، في تطوير سريالي للخطاب الشعبوي..
لذا ترى مثقفينا الاكثر مصداقية يفضلون الصمت ، او كتابة مقالات لا يفهمها غير من كتبها …
Social Links: