زياد الملا
رأى محمد عيتاني النور في بيروت في عام 1926 . كتب القصة والرواية والمقالة ومارس النقد الأدبي الفني وشارك في حركة الأدب التقدمي منذ الخمسينات .
من أعماله : أشياء لاتموت ( قصص ) ومتراس أبو فياض (قصة طويلة ) ومواطنون من جنسية قيد الدرس (قصص ) وحبيبتي تنام على سرير من ذهب ( رواية 1972 ونشرت في عام 1989 ) وآخر أعماله هي الفصول الثلاثة الأولى من سيرته الذاتية بعنوان (نهر الزمان )والتي نشرها في مجلة ( الطريق ) عام 1986 .
لعل خير من كتب عنه الأديب العصامي النابه الصديق محمد دكروب . وفي الحديث عن علم
من أعلام اليسار الماركسي تبرز الضرورة لذكر اسم دكروب..
يقول دكروب عن عيتاني :
وجه أنيس ، تراه فلا تنساه أبدا . على شفتيه دائما ابتسامة خفية ، وسخرية فيها نوع غريب من الود الصافي.
في عام 1949 كانت جريدة ” التلغراف ” (صاحبها الشهيد نسيب المتني ) تخصص أربع صفحات من عدد الاثنين للأدب والثقافة وكان رئيف خوري يشرف على هذه الصفحات. كان عيتاني لايزال وقتذاك إلى الوجودية أقرب . كان مثففا واسع القراءات مع معرفة جيدة باللغة الفرنسية .
بدأ ينشر مقالاته عن الوجودية في مجلة ” الأديب ” وكان يجمع في كتاباته هواجس وآثار من الوجودية والتروتسكية وبعض الماركسية على شئ من كافكا حسب تعبير دكروب ثم حدث التحول عنده .
محمد عيتاني هو كاتب ملحمة رأس بيروت وتحولاتها في حركة انتقالها المأساوي من الحالة القروية إلى بؤرة البنايات الحديثة .رسم العيتاني بيروت الحياة الشعبية والصراع في البر وفي البحر من أجل العيش …وحركات النضال الوطني في شوارع بيروت ضد الاجتلال التركي والاستعمار الفرنسي ثم تلمس طلائع البرجوازيين.
تعب العيتاني من الكدح من كتابة وترجمة حتى ضاق به النفس طالبا الهواء النقي وكانت أجمل أيام عمره هي تلك التي كان يقضيها في صالون حسين مروه وفي حضن مجلة ” الطريق ” (مهدي عامل ويمنى العيد وغسان رفاعي والياس شاكر ..)
نعم كان العيتاني ، كما يقول دكروب ، شجرة تين سائبة على الدرب..! لكثافة الفوضى التي عاشها..

Social Links: