مقال للأستاذ محمود وهب ورد المجرم بهجت سليمان عليه

مقال للأستاذ محمود وهب ورد المجرم بهجت سليمان عليه

كان الأستاذ محمود الوهب قد كتب مقالا بعنوان الثورة السورية وضرورتها .. وشتمه بهجت سليمان بمقال يعكس طريقة تفكير رجل الامن هذا …. وننشر فيما يلي مقال الاستاذ خالد الوهب وشتائم المدعو بهجت سليمان

 

الثورة السورية وضرورتها، الثقافة نموذجًا         

 محمود الوهب

قد لا يكون للثورة السورية برنامجها السياسي، وقد لا يكون لها حزبها الموجه الذي يملك رؤية محددة وأفقًا واضحًا، وقد تفتقر إلى القائد الملهم المتمتع بشخصية جاذبة كما يقال.. وقد ينقص، كذلك، الذين يمثلونها في المحافل العامة كثير من الخبرات، وقد يقال -أيضًا- كثير عن أخطائها، إضافة إلى الصراعات الجمًّة التي تحكم مسارها؛ ما يجعلها بعيدة عن بلورة مواقف سياسية أو تنظيمية تمكِّنها من كسب ثقة القاعدة الشعبية على نحو أوسع، وأشمل، إضافة إلى ما قد يعتريها -في مثل هذه الحال- من ضغوط دولية للاحتواء، وبما يضخ من مال سياسي، في جيوب بعض من يطفو على سطحها أو يكون في واجهتها.

 

قد يقال كلُّ ما ذكرته، هنا وهناك، وقد يكون بعضه صحيحًا، أو مبالغًا فيه، ولعله لعب دورًا سلبيًا، ومؤثرًا في مسار تلك الثورة، لكنه أبدًا لم يلغ جوهرها، أو يطمس معالمها، والأهم أنه لم يقلل من ضرورتها الموضوعية، أو يخفيها مطلقًا. والضرورة التي أعنيها هنا، هي تلك الحاجة المجتمعية الملحة، لمتابعة النمو والازدهار وفقًا لقوانين الحياة الطبيعية، بعد أن وصل المجتمع السوري إلى نوع من الموت، على الرغم من المظاهر المفتعلة بالطلاءات البراقة! ويمكن القول بصورة أوضح:

 

إنه من أجل أن تعود الحياة إلى سيرورتها الطبيعية؛ سيرورتها المنبثقة من موت ما أصابها، على نحو أو آخر، في عمق المجتمع السوري وروحه الإبداعية، كان لا بد من حدوث ما حدث، وفق قوانين الحياة ذاتها، وسواء جاء ذلك الموت على جانب واحد من جوانب حياة الناس، أو على جوانب كثيرة متعددة، فقد شكَّل ذلك النوع من الموت حجر عثرة في وجه تلك السيرورة نموًا وإبداعًا وتجددًا لتحقيق الغاية المضمرة في حركة الحياة المستمرة صعودًا وارتقاء وفق آليات النمو والتوازن اللذين تفرضهما قوانين الحياة الطبيعية في كل مجال من مجالاتها.

 

ولعلَّ هذا الأمر ملحوظ بوضوح تام في ما أنتجته الثورة السورية حتى الآن، فما إن يلقي المتابع نظرة عامة على حال الإبداع في مجال الثقافة فنونًا بأنواعها المختلفة المتكاملة، وآدابًا بأجناسها المتناسلة بعضها من بعض؛ حتى يتأكد له أن الثورة في عمقها قد فتحت أبواب الإبداع الثقافي واسعة أمام أفراد الشعب السوري.. وقد كانت موصدة إلى درجة الموت المشار إليه.

 

نعم إنَّ من ينعم اليوم إلى هذا الكم الهائل الذي خلفته السنوات الست الماضية من إنتاج ثقافي شامل، على الرغم من كل ما يقال عن الثقافة والمثقفين، وخصوصًا بين جيل الشباب، لابد له من أن يتلمس هذا الأمر في مجالات الثقافة كافة. يتلمسه في عشرات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية التي صدرت في الداخل البعيد عن عيون السلطة، وفي مناطق اللجوء، ومن بينها كثير مما استوفى شروطه الصحافية الراقية، رفيعة المستوى، ولا أريد هنا الإشارة إلى مطبوعات بعينها لئلا أقع في دائرة التخصيص، والمفاضلة، لكن تلك المطبوعات، أو المواقع الإلكترونية معروفة، ويعمل فيها أضعاف ما كان يعمل في الصحف السورية الثلاث، أو في تلك المجلات التي كانت تتبع لهذه الوزارة أو تلك، أو يصدرها هذا الاتحاد أو ذاك، وكتّابها ثابتون، ومحفوظون لدى القارئ المنصرف عنها، وعن كتّابها وما يكتبون..! ولا يفوتنا في هذا المجال ذكر مراكز الأبحاث والدراسات التي كانت شبه معدومة، وفي حال وجودها؛ فإنها تعمل بإشراف أجهزة الأمن مباشرة. أما إذا تركنا الصحافة وانتقلنا إلى حقل السينما اليوم، فإنَّ عشرات الأفلام السينمائية الوثائقية، قد غزت العالم وكثير منها نال جوائز في مسابقات دولية لها معاييرها وقيمها الفنية. كذلك يمكننا في هذا المجال رصد كثير من الفرق المسرحية التي قدمت نصوصًا قد تكون بسيطة، ومستوحاة من واقع الحال، وعلى نحو مباشر، لكنها كشفت عن مواهب إبداعية في كثير من فنون المسرح، ومثل ذلك يمكن أن يقال عن الفرق الموسيقية، وكذلك عن لكثير من الإذاعات وكثرة العاملين فيها من جيل الشباب. كذلك لابد من الإشارة إلى المنتديات الثقافية التي يؤمها أكثر مما كان يؤم المراكز الثقافية في المدن الكبيرة كدمشق وحلب. وذلك لا يعني –بالطبع- أن الثقافة والمثقفين بلا معاناة في حقول كثيرة، وبخاصة هؤلاء الذين يعملون في المسرح والدراما عمومًا، بسبب الغربة والتشتت، ولكنني وجدت أهمية الإشارة إلى هذا الكم الهائل من الإبداع والمبدعين، وهذه المواهب التي كانت مقبورة قسرًا، فالأبواب موصدة بوجهها، بسبب ما يخلفه الاستبداد من تضييق وتهميش وإقصاء، فضلًا عن تفاهة التعويضات التي لم تكن لتتجاوز -في ذلك الوقت- الخمسة عشر دولارًا في مجال الكتابة: مقالة أو قصة أو قصيدة شعر.. أما المجالات التي يمكن أن يكون فيها تعويضات مجزية، فكانت تخصص لمن هم من عظام رقبة النظام، ما دفع كثير من المثقفين للهرب إلى دول عربية أو أجنبية أخرى، ليلعبوا دورًا مهمًا في الثقافة، بعيدًا عن أوجاع موطنهم الأصلي.. ولكن، ولأن الحياة تأبى إلا أن تكون الأقوى..

إنَّ المثقفين السوريين مثل (تلك النبتة التي تشق أديم الأرض، مهما كان قاسيًا، معبرة عن قوة الحياة وجمالها وحيويتها)، وهم الآن في انتظار الفرصة المواتية للعودة إلى وطنهم الأم؛ ليعيدوا بناء ما تهدم، وليستكملوا أسباب التنمية في ميادينها الأساسية، بعد أن اكتسبوا خبرات واسعة تحت ظلال الحرية التي هي أهم شرط من شروط الإبداع.

 

رد بهجت السليمان

 أدلَجَةُ “الثّورة” البائسة.. والفرضيّة الثقافيّة..

بهجت سليمان

تُعوّل قطعانُ الأدواتِ الإرهابية والمجرمين، الذين تغوّلوا في سورية، مع صانعيهم ومموّليهم، على استدامة الحرب وأسبابها، للإجهاز على ما تبقّى من معالم الحياة في سورية. ويفسّر العمل على استدامة هذه الحرب من قبل المجرمين الفجرة، من وجهة سياسيّة، خضوعهم التّمثيليّ لاتّجاه التّفاوض.. هكذا ينبغي أن نفهم مسلسلات (جنيف) و(الأستانة) و(موسكو) وغيرها، وليس على أساس شعورهم بالمسؤوليّة التّاريخيّة أو احترامهم رغبة الشّعب السّوريّ أو لوقف نزيف الدّم السّوريّ.

 

ويمكن القول إنّ غياب “مشروع سياسيّ” للإرهابيين وخلفيّاتهم السّياسيّة، وعدم قدرتهم على طول مشروعهم الدّمويّ من امتلاكهم “برنامجاً سياسيّاً”، بما فيهم المعارضة المأجورة المرتزِقة على موائد ممالك وإمارات الكاز والغاز؛ كان وراء وحشيّتهم “الثوريّة”.

 

عندما فقدت الفصائل الإرهابيّة، والمعارضة المزعومة، مبكّراً في الحرب السّورية، أيّة قدرة على تسويق “شرعيّتها” أمام الرّأي العام المحلّيّ والإقليميّ والدّوليّ، قامت بتوجيهات من المموّلين والدّاعمين، باستعمال إضافات جديدة أخرى لتسويغ “شعبيّتها” الضّحلة في المجتمع العربيّ السّوريّ.

لا يُفسّر هذا الواقع فقط، كميّة وحجم الحرب الإعلاميّة المرافقة للقتل والإرهاب، وإنّما أيضاً ما يمكن أن نسمّيهِ “الفرضيّة الثّقافيّة” لمشروع الإرهاب، التي تمثّلت بجرّ بعض الشّخصيّات السّوريّة والعربيّة المحسوبة على السّياسة أو الثّقافة (والفنّ!)، كبعضِ الموظّفين القدامى، ومنهم ضبّاط وعسكريون، في مفاصل معتبرة في “الدّولة” أو ممّن كانوا قد سوّقوا أنفسهم في (سورية) في الإعلام والسّياسة، لانضمامهم إلى حلفِ الإجرام، مع بعض أسماء فنيّة مغمورة لممثّلين ومغنّين، و”دكاترة” جامعات، وبخاصّة منهم من وجد أنّ “المناسبة” تسمح له بالشّهرة السّياسيّة، ليعمل على طموحاتٍ مفترضةٍ في مدارك وآفاق وهميّة، محدودة وبائسة.

كانت هذه الظّاهرة مرافِقَةً، بالتّوازي، للجرائم الإرهابيّة، في صيغةِ “المعارضة السّياسيّة والثّقافيّة”، لتعويم الحرب الوحشيّة المسلّحة على عناصر ومقوّمات الدّولة والمجتمع، تعويماً ثقافيّاً ضاغطاً بِبُعدٍ رسميّ في المحافل الدّوليّة، يجعل من مشهد الجريمة الدّمويّة مشهداً مدعوماً بشعبيّة مزيّفة ومدعوماً أيضاً بالثّقافة والسّياسة والدّبلوماسية “المحرجة” للحقيقة التي يتبنّاها عالمٌ واسعٌ من الأصدقاء لسورية على مدار العالم.

رافق تلك “الفرضيّة الثّقافيّة” البائسة للإرهاب المجرم، على طول زمن الحرب السّوريّة، مفرداتٌ متّصلة بالثّقافة العولميّة الفارغة، من قبيل “الحرّيّة” الاجتماعيّة والسّياسيّة و”حقوق الإنسان” و”حرّيّات” التّعبير و”الإصلاح” وتغيير “النّظام” ومصطلحات رنّانة أخرى ممّا يُطرَبُ له الرّأي العامّ العالميّ السّاذج، الذي تربّى على السّطحيّة الأيديولوجيّة التي غزت أفكار الشّعوب  بعد “أفكار الحداثة” المزيّفة التي انتهت إلى عولمة الجهل واستهلاك الثّقافة والمحفوظات.

ولقد كُلّف هؤلاء “المرتزِقةُ الثّقافيّة” و”الموظّفون” السّابقون بمهمّات معروفة للجميع، لصناعة “خطاب” مزوّرٍ يُعنى بتلميع “الشّعارات” المتعلّقة بـ”التّسامح” و”السّلميّة” و”الّلاعنف” و”التّعدّديّة” و”المظلوميّات” المختلفة، فيما كانت “الجيوش” الإرهابيّة تفتك بالمواطنين الأبرياء من مدنيين وعسكريين بدون تمييز أو وازعٍ، وكذلك بجميع عناصر الحياة الإنسانيّة والاجتماعية والاقتصاديّة على الأرض، في شكل ممارسات مسلّحة متوحّشة متطرّفة وعنيفة وهمجيّة، مقنّعة بالثّقافة والخطاب “الّليبيراليّ” و”الدّيموقراطيّ” الذي سانده إعلامٌ “عربيّ” و”إسلاميّ” و”دوليّ” عميل وسفّاح ومأجور.

وأمام التّحدّي الذي انفرض على الدّولة والجيش وقوى الأمن الأخرى، للدّفاع عن المواطنين، وحماية مقوّمات العيش والحياة الضّروريّة، ارتفعت أبواقُ “التّغيير” وشائعاتٌ صبيانيّة أخرى تتّصلُ بانتقال الحكم و”إسقاط النّظام”.

بدأ الخطاب المعارض والإرهابيّ متفاوتاً ما بين شعار “ربيع دمشق” أو”الرّبيع العربيّ” و”الثّورة”. وعندما بدأت الصّورة تتّضح وتتّضح معها طبيعة “المؤامرة” الشّاملة ومؤامرة الحرب الّلئيمة الهادفة إلى إسقاط الوطن جملةً.. بدأت معها “الثّقافة” التي تموّل الإرهاب تمويلاً رمزيّاً، وتدعمه وتحافظ على استدامته، بالتّحوّل “الثّقافيّ” أيضاً من اعتماد شعارات “الرّبيع” العربيّ و”الرّبيع” السّوريّ، إلى سُفورِ نفاقٍ تاريخيّ لا حصر له بتكريس شعار ما سمّي بـ”الثّورة السّوريّة”، لتأليب جميع ما تبقّى من غرائزَ وشعبوية مسلّحة بسلطاتٍ تاريخيّة حاكمة في المجتمع، وبالعواطف الانتقاميّة والأعراف الثّأريّة.. إلخ.. و”تعبئته” في جيوش الإرهاب والجريمة التي اتّسعت وامتدّت حتّى اليوم. وإذا أغفلنا هذا الواقع “الثّقافيّ” سنكون عاجزين عن فهم “سرّ” الاستمرار المديد للطاقة الوحشيّة التي تعضدُ الجموع الإرهابيّة التي تستبدّ في غاياتها الدّمويّة، ولو أنّها تقود نفسها عَبْرَ ذلك إلى انتحار أكيد.

على كل حال، يجب ألّا نقلّل من أهميّة هذه “الفرضيّة الثقافيّة”، لاسيّما أنّها تفعلُ فعلها بسهولة ويُسرٍ، ولو على نحو تراكميّ وحثيث، وبدون إمكانيّة مواجهتها مواجهة مسلّحة، لأنّ أدواتها هي عدو نفسيّ ملتبِس في أسلحة الحرب علينا، وخفيّ التأثير، استطاع بالفعل التأثير في مجريات الصّراع بواسطة شكواه وتباكيه الدّائمين، محرّضاً الحلف الأميركيّ – التّركيّ – الخليجيّ – الصّهيونيّ، ليساهم في تغيّر مشهد الحرب باستمرار، وليفيدَ، بالتالي، من إيقاعات العبث.

من جانب آخر، يجري اصطناع الخطاب الثقافيّ لـِجَحِيميّةِ “الثورة” السّوريّة المزعومة، في نبرةٍ “متواضعةٍ” وحتّى “وضيعة” أحياناً تُبرزُ “مظلوميّة” كاذبة كبيرة، بينما يعتمد هذا “الخطاب” على “عاطفيّة” شعوبنا العربيّة الإسلاميّة، ومنها المجتمع السّوريّ.

هذه هي “الأدلجة” التي عملت عليها أدوات “الحرب”.

يقولُ (محمود الوَهَب) أحد المؤدلجين الكثر ل”الثّورة” السّوريّة المضادّة: “قد لا يكون للثورة السورية برنامجها السياسي، لكنّ ذلك لم يلغِ أبدًا جوهرها، أو يطمس معالمها، والأهم أنه لم يقلل من ضرورتها الموضوعية”.! ولكن كيف تكون “الثّورة” التي لا برنامج لها، “ثورة”؟ إنّها، بالأحرى هي الجريمة الجنائيّة المجرّدة، عينها، والتّخريبُ الشّامل والفظيع. وأيضاً كيف يمكن لثورة “اجتماعيّة” سلميّة أو غير سلميّة، أن تحقّق أهدافاً “اجتماعيّة” أو “سياسيّة” غير منصوصٍ عليها في “برنامج سياسيّ”؟

لقد كان من الواضح، منذ أوّل تفجير هذه “المؤامرة” المسلّحة، على سورية، أنّها تتّجه إلى حربٍ شاملة، ضد الدولة وضد الاقتصاد وضدّ السياسة وضدّ المجتمع.. ولكنّ عنفاً بربريّاً موجّهاً إلى كلّ ذلك، لا يمكنُ أن يكون وطنيّاً ولا يمكن لحامله أن يُشكّل ثورةً بالمطلق. وإذا كان هذا واضحاً للكثيرين، إلّا أنّ الأمر يختلط على أصحاب “العواطف” المُبيّتة عندما تمتزجُ بالبكاء والنّواح الصّادرين عن “أسماءٍ” قد يراها البسطاءُ رنانةً ونجوميّةً بين النّاس، ووراءهم عصاباتٌ من الإعلاميين المطبّلين المزمّرين بالأكاذيب والتّزوير.

والأنكى أنّ هذا “المؤدْلِج” ينظرُ إلى ما حدثَ على أنّه حتميّة تاريخيّة! ويعبّرُ ذلك عن “القرار” الثّقافيّ والأيديولوجيّ الخطر لناشطي الإجرام والإرهاب، بتدمير الحياة السّوريّة فحسب. يقول:

“إنه من أجل أن تعود الحياة إلى سيرورتها الطبيعية؛ سيرورتها المنبثقة من موت ما أصابها، على نحو أو آخر، في عمق المجتمع السوري وروحه الإبداعية، كان لا بد من حدوث ما حدث”. ومن الملاحظ على صياغة هذا الدّاعية محدود الموهبة “الثّقافيّة” ـ كباقي جميع دُعاة وأدعياء الثورة المضادّة ـ أنّه يخلطُ مصطلح “الإبداع” بنسيج “الجريمة” الّلغويّ الذي يُحيكه بخبث وانحلال؛ وكأنّه يترنّم بالقتل والجريمة ويتمتّع بالدّمار الذي “يجبُ” (كما يصوّر للعالم) أن يسبق الرّوح الإبداعيّة التي ستشكّلها الحرب..!؟

ترى هل تترك الحربُ، العلنيّة منها والصّامتة، التي تخرّب “الحياة” على مدى عاصفة الحرب، كما عبثت بها في سورية، هل تترك أوهل ستترك هذه “الحرب” أيّة إمكانيّة لروحٍ إبداعيّة أو ثقافيّة على المدى القريب أو المنظور، في مجتمع يترنّحُ ويتخبّط في الدّماء..؟

يستحدثُ “الإرهاب” له في كلّ يومٍ “خطاباً” في التّزييف، يُدخله في مكوّن أيديولوجيا “الثّورة الثّقافيّة” الرّجعيّة والارتداديّة والنّكوصيّة الواسعة بين الأغبياء والموتورين – وهم كُثُر – التي نجمت عن هذه “المجزرة” التّاريخيّة المصنّعة بإتقان!

وإذا كانت مجازرُ “الحداثة” في أورُبَّا، ممّا يُعتبرُ مناسَبةً من مناسبات الثّورة الفرنسية عام (1789) على نظام “المَلِك” الإله، و”تجاوزهم” له سياسيّاً و”ثقافيّاً” و”أنسنيّاً”، وإذا كان ذلك قد حقّق تقدّماً تاريخيّاً؛ فإنّه لم يلبث حتّى صار مباشرةً –  في حينه – محلّ رفض وانشقاقِ “الثوّار” الفرنسيين أنفسهم، إبّان أحداث الثّورة، في ما أدّى إلى انقسامهم بين “يعاقبة” و”جيرونديين”.. فماذا ينتظرُ السّوريّون من “قطعان” الإرهابيين و”مثقّفيهم”.. سوى الدّمارِ ومزيدٍ من الدّمار والخراب والقتل؟!

  • Social Links:

Leave a Reply