السعودية : حُكّام السعودية، عَدُوٌّ داخلي ..

السعودية : حُكّام السعودية، عَدُوٌّ داخلي ..

يُتَوَقَّعُ أن ينمو الإقتصاد السعودي بنسبة لا تتجاوز 1% سنة 2016 بسبب انهيار أسعار النفط وإغراق السعودية أسواق العالم بالنفط الزائد عن حاجة الإقتصاد العالمي، ما خفض أسعاره وإيرادات البلدان المُصَدِّرة للنفط الخام، وتعتمد إيرادات الدولة على النفط بنسبة 90% وتستهدف خفض الإعتماد على النفط إلى 75% ويُتَوَقَّعُ تراجع مساهمة قطاع النفط في إيرادات الدولة سنة 2017 بسبب تراجع الإنتاج والأسعار، ومن خصائص اقتصاد الرّيع (مثل اقتصاد دويلات الخليج والبلدان النفطية بشكل عام) اعتماد القطاع الخاص على الإنفاق الحكومي، وينهار بانهيار إيرادات الدولة، وهو ما حدث لمقاولات البناء والنشاء (منها مجموعة بن لادن وشركة “سعودي أُوجِيه” التي تملكها أُسْرة الحريري اللبنانية-السعودية) ولا يتوقع أن ينمو القطاع الخاص بأكثر من 0,5% هذا العام، أي نصف نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي، ومن مظاهر تأثيرات انخفاض إيرادات النفط بُلُوغ نسبة العجز في الميزانية 16% سنة 2015، وتطمح الأسْرَة الحاكمة خفضها إلى 13% من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2016 بسبب خفض الإنفاق وفرض سياسة تقشف وتجميد الرواتب (بل خفضها لموظفي الحكومة) واضطرت الدولة إلى سحب أموال طائلة من احتياطياتها التي كانت تفوق 760 مليار دولار قبل انهيار أسعار النفط وانخفضت إلى حوالي 500 مليار دولار تقريبا، وسترْهنُ الدولة بعض الممتلكات بقيمة 30 مليار دولار سنة 2017، في محاولة للحد من العجز .

عن “مركز الخليج للأبحاث”

تتميز السعودية بانها دولة ريعية وتَسَلُّطِيّة حيث يُمارس آل سعود السلطة بشكل أُفُقِي (مثل زُعَماء العشائر)، لا مكان فيها لأي شكل من أشكال المُشاركة أو الرَّقابة أو المُحاسَبَة، وتُمَثِّلُ الوظيفة فيها جائزة ترضية أو فرصة عمل مقابل عدم الإهتمام بشؤون السياسة، لأنها قطاع يختص به آل سعود، لأن البلاد والثروات وأجهزة الدولة ملك لهم، وينطبق هذا المفهوم على المؤسسة العسكرية التي لا تخرج عن هذا السياق، حيث التوظيف والرُّتب العسكرية ترضية تبعد المُنْتَفِعِين عن أحوال البلاد والعالم، ما يجعل مفهوم الوطن غريبًا ودَخِيلاً وما يُغَيِّبُ الهوية الثقافية والتّاريخية والوحدة الجغرافية لهذه العشائر المنتشرة في نجد والحجاز والمنطقة الشرقية وغيرها، رغم العمارات والسيارات الفارهة والطرقات الفسيحة، وينشأ الأطفال السعوديون من المهد إلى اللحد على تقسيم العالم إلى مُؤْمنين (والمُؤمن هو المُسلم السُّنّي الوهّابي) وكافرين، مع الحذر من الحديث عن تحرير فلسطين (التي تَضُمُّ القُدْس) أو عن مُساندة آل سعود لجيش “الكُفَّار” الأمريكيين ضد العراق المُسْلِم بأغلبيته، أو عن القواعد الأمريكية في السّعودية والخليج، وأخيرًا صَنَّفَ أُمراء آل سعود (ومعهم بقية “عرب” أمريكا في الخليج) المسلمين الإيرانيين عدوًّا رئيسيا واليهود الصهاينة أصدقاء، ناهيك عن استخدام الأسلحة الأمريكية المُكَدَّسَة ضد الجيران والأنساب والأقارب في اليمن، ولكن أفراد الجيش السعودي الذين لم يَعْرِفوا مفهوم الوطن، ويجهلون لماذا يحاربون في اليمن، اعتبروا أن الدفاع عن الوظيفة لا يجب أن يُؤَدِّي إلى الموت (رغم المعدات العصرية والسلاح المتطور)، لذا فَرّوا أمام فقراء اليمن وتغلغل “أنصار الله” (الحوثيون) في مسافة 13 كيلومتر داخل الأراضي السعودية (التي احتلّها آل سعود خلال عدوان ثلاثينيات القرن العشرين)، لأن لِفُقَراء اليمن “عقيدة” قِتَالِيّة، ويُدافعون عن وطن وتراث وحضارة وليس عن وظيفة، ولهم أهداف تتمثل في تحرير وطنهم من الغزو السعودي الخليجي (نِيَابَةً عن الإمبريالية الأمريكية والأوروبية)… تَسْتَأْجِرُ السّعودية والإمارات جنودًا لاوضُبّاط من المرتزقة من جنوب افريقيا وكولومبيا والبلدان الافريقية الفقيرة ومن باكستان وغيرها وهؤلاء مُوظَّفُون “وافدون” يعملون في المُؤَسَّسَة العسكرية بأجْرِ مُرْتَفِع، وبقدر ما يُتْقِنون فنون الإجرام والقتل بقدر ما يحافظون على حياتهم، لأنهم لا يُدافعون عن قضية، خلافًا لفقراء اليمن الذين يدافعون عن قضية وعن وطن…

عن “الأخبار” (بتصرف)

  • Social Links:

Leave a Reply