رسالة من مغتصبه الى جميع الفصائل – كاتب النص إبراهيم الصمادي.

رسالة من مغتصبه الى جميع الفصائل – كاتب النص إبراهيم الصمادي.

بعد أن اقتحموا منزلي بطريقة إجرامية ودخلوا غرفة نومي وأنا بلباسي المنزلي نائمة جانب زوجي اقتحموا غرفتي وأنا مرتعبة خائفةٌ من الاغتصاب فاغتصبوني  امام زوجي وبعدما انتهوا اخذوني أنا وزوجي وابنتي الصغيرة مكبلين ومطمشين ودخلنا إلى مكان لا نعرف أين وبدأ الكلام البذيء يخرج من أفواههم النجسة لم تبقى شتيمة ناقصة وإلا شتموني بها، ثم  أخذوا زوجي وابنتي الصغيرة.

4سنوات لا أعلم عنهم شيء ،دخلت الزنزانة ورأيت ما رأيت وليتني ما رأيت ما رأيت فتيات في مقتبل العمر مغتصبات وحوامل من الشبيحة والايرانيين، وقالت لي إحدى الفتيات هناك المئات من اخواتنا أنجبن أطفال بالحرام، كل هذا الكلام والمشاهد من أول يوم.

من هنا تبدأ القصص التي ترويها الطاهرات العفيفات الشريفات لكل فتاة وامرأة، قصص يشيب لها الجنين وكل الاغتصابات أمام جماهير من الشبيحة، في اليوم الثاني طُلب منا أن نخلع جميع ملابسنا عاريات وذهبوا بنا الى مهجع كبير وكان هناك بعض الشخصيات وكانوا ضيوف وبدأ كل واحد منهم يضع يده ويتفحص الفتاة التي يُريدوها، ومضت الأيام والأسابيع والشهور والسنين ونحن على هذا الحال، الولادات بالحرام كانت بالمئات واليوم معي 4 أولاد من الحرام من الشبيحة المجرمين وقبل خروجي من السجن طلبوا مني الأطفال وأخذوهم فطلبت أن يأتوني بطفلتي الصغيرة المعتقلة وزوجي فضربوني وشتموني وقال بالحرف أخرسي يااااا .. .

خرجت من المعتقل بعد 4سنوات و3 شهور فرأيت الشمس أخيراً ورجعت ابتسامة على شفتاي وبدأت أحسب كيف سألقى أولادي وأهلي، فركبت الباص والساعة لا تمشي، بدأ الوقت يطول وكأن الساعة قد أصبحت 10ساعات، فدخلنا إلى قريتنا ورأيت دمار لم أشاهده من قبل. بدأت نبضات قلبي تتسارع. نزلت من الباص وبدأت أركض متجهه الى منزلي فأضعت الطريق من هول الدمار، وأخيرا وصلت ورأيت ما رأيت وياليتني مارأيت مارأيت، منزلي على الأرض تماماً، فبدأت أجهش بالبكاء، وأسأل الناس عن أولادي، فجاءني جار لنا وهنأني بالسلامة، واخذني معه إلى منزله المرمم ليستر حال عائلته به. قلت لهم مالذي حصل؟ أين أولادي، فجاءني الرد بأن برميل سقط على منزلي وأولادي الثلاث ماتوا.

لم استطيع أن أمتلك نفسي فغبت عن الوعي وبعد أن استيقظت والدموع لا تفارق عيوني قلت لهم خذوني إلى قبر اولادي وهناك كانت المفاجأة أن اولادي وزوجي وابنتي المعتقلة في قبر واحد، قلت ما الخبر لماذا اسم زوجي على القبر فأخبروني أن زوجي خرج ميت من المعتقل بعد عام من اعتقاله هو وابنتي، فغبت عن الوعي ثانية، ثم أيقضوني وأنا أبكي لم استطيع أن أتمالك نفسي فبدأت بحفر القبر لأدفن نفسي معهم لأن هذه الحياة لا تساوي شيئا من دون زوجي وأطفالي فحاولت جارتنا تهدئتي وأخذوني إلى منزلهم وها أنا اليوم أعيش مغتصبة بأعين الناس وفقدت 3 أطفال وابنتي وزوجي واخوتي أثنين.

كل هذا في سبيل الله ثم في سبيل الثورة، والمفاجأة أن الجيش الحر الذي تنتظره جميع المعتقلات بفك اسرهن ليس بجيش حر إنما جيش للنوم. فأخبروني بكل ما حدث، أيها الفصائل الثورية هل تدرون ما هو ذنبي؟ هل ذنبي أنني كنت انقل لكم السلام والطعام والشراب لتكونوا رجال الله على الأرض؟ هل ذنبي أني كنت أترك المنزل أنا وعائلتي  لتناموا به؟ هل ذنبي أنني كنت أخاف عليكم أكثر من عائلتي ؟ هل ذنبي أنني كنت أثق بكم إذا حصل لي شيء انكم ستكونون الأب والأم لأطفالي ؟.

لقد ذهب شرفي وانتهكوا عرضي بسببكم وانتم اليوم نائمون همكم أنفسكم همكم حماية انفسكم ورغبتكم الشيطانية. همكم من يصبح القوي! همكم جمع المال وحب المنصب، وهذا المنصب الذي أنتم به دفعنا ثمنه شرفنا وعرضنا.

باسم كل مغتصبة … باسم كل معتقلة .. أقول لكم لا سامحكم الله، وسنسألكم يوم العرض، يوم لا ينفع لا مال ولابنون ولا مناصب، لا سامحكم الله لافي الدنيا ولا في الأخرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل بكم.

المعتقلة المغتصبة م.ق

طبعا الأخت بعثت لي قصتها بتسجيل صوتي تدمع له العيون ويدمي القلب

  • Social Links:

Leave a Reply