باريس النور وحفيدة النفايات النووية – سامر كعكرلي

باريس النور وحفيدة النفايات النووية – سامر كعكرلي

العار يكلل باريس من أوبرا “غارنييه” فلينهض جان جاك روسو وفولتير وكافة مفجري الثورة الفرنسية والذين خطوا بدمائهم ودماء كثير من الفرنسيين إعلان حقوق الإنسان والمواطن فلينهضوا من قبورهم ليشاهدوا ما يحدث في عاصمة النور باريس التي لها الشرف الأول في الثورة على المستبدين.
فلتصرخ جدران أوبرا “غارنييه” في باريس التي ربما في أحد قاعاتها تم إعلان حقوق الإنسان والمواطن. احتجاجاً على الانتهاك الصارخ للجنس البشري جميعاً والمتمثل في احتضان تلك القاعات لحفل زفاف حفيدة مجرم النفايات النووية في سوريا، عبد الحليم خدام.
لا والله ليس حسداً ولا ضيق عين بل حقداً دفيناً ثار نار متوقدة حين رأيت هذا المقطع المصور لعرس ابنة جمال خدام ورأيت ذلك الترف الهائل الذي تعمدت عائلة هذا المجرم إظهاره وفي هذه الأوقات التي يعيش فيها ملايين السوريين في مخيمات البؤس.
نعم أقول تعمدت تلك العائلة إظهار فجورها لتقول نعم نحن سرقنا ونهبنا ودفنا النفايات النووية في أرض سوريا التي كانوا يسمونها سوريا الأسد وهانحن نعيش في قصورنا ونقيم احتفالاتنا المترفة هانئين بما حققناه في ظل المجرم الأول الأسد الأب الذي كنا له خدماً مطيعين فحقق لنا ما نحن عليه الآن، وانتم أيها الشعب السوري تموتون إما من براميل هذا الابن المعتوه لذلك المجرم، أو تموتون تحت وطأة البرد في مخيماتكم، أو تموتون كمداً في غربتكم عن وطنكم.ليس مهم كيف تموتون ولكن المهم أن تموتون.
وأمام هذا التعمد في إظهار هذا المستوى من السفالة من تلك العائلة لا يستطيع المرء إلا أن يتساءل هل شاهد قياديي الأخوان المسلمين هذا الترف في عرس حفيدة حليفهم، وألم يكن يعلم مراقبهم العام عندما التقى في بروكسل مع مجرم النفايات النووية وتحالف معه بأن من تلطخت أياديه بدماء الشعب السوري العظيم ومن سرق خيراته لا يمكنه إلا أن يكون جزءً لا يتجزأ من منظومة الإجرام التي زرعها الأسد الأب.
ولكن أصبح من الجلي والمؤكد بأنهم مجرد عصابة أخرى رأوا في ثورة شعبنا البطل مجرد مطية يركبوها عسى أن تؤدي بهم لكرسي السلطة الذي يحلمون به تحت بريق شعارات براقة ليستبدلوا استبداد باستبداد وإجراماً بإجرام. اليوم في باريس سقط إكليل الغار الذي كللها به رواد ثورتها العظيمة، واستكمل انتهاكها الذي لاحت بوادره عندما بدأ مجرم تدمر وحماة ومجرم النفايات النووية التجول في شوارعها وأزقتها وزيارة حاناتها وليصل مداه في تدنيس صروحها الثقافية. وعار على كافة أحرار تلك المدينة وعلى أحرار سوريا الشرفاء الذين يقطنوها ، بل عار على كل أحرار العالم الذين يؤمنون بحقوق الإنسان والمواطن إذا لم يغضبوا اليوم لتدنيس أوبرا “غارنييه” وأن يعبروا عن غضبهم بملء شوارع وأزقة باريس بجموع الغاضبين حتى تعي الحكومة الفرنسية بأن إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي تشرفت باريس بإعلانه ما زال حياً ، وأن أحرار باريس وأحرار العالم ما زالوا على عهدهم ووفائهم لمبادئ أجادهم التي أعلنوها من باريس. أما نحن الشعب السوري فقسماً بدماء شهدائنا و بقبورهم في حدائقنا، وقسماً بعذاب وأنين معتقلاتنا ومعتقلينا، و برعب أطفالنا و نسائنا و قسماً بدموع الأمهات بأننا لن ننسى وسنستمر في ثورتنا العظيمة التي بدأت بحناجر شبابنا حتى تتحقق لنا الحرية والكرامة التي ننشدها، وأننا سنحاسب كل مجرم توغل بدمائنا، وكل فاسد نهب خيرات وطننا وسنحاسب أيضاً كل من ركب على ظهر ثورتنا وتلاعب بها ليصل لسلطة غير عابئ بتضحياتها التي لم يرى العالم على مر العصور أعظم وأشرف منها .

  • Social Links:

Leave a Reply