انقاذ الثورة السورية يقوم على مرتكزات و قواعد ثورية نقية – مرهف الزعبي

انقاذ الثورة السورية يقوم على مرتكزات و قواعد ثورية نقية – مرهف الزعبي

انقاذ الثورة السورية يقوم على مرتكزات و قواعد ثورية نقية

    لا يخفى على بال أحد أن الازدواجية و الانتقائية في العلاقات الدولية ؛ و التبعية , و التحكم , و السيطرة التي تُمارس على الدول النامية ؛ هي السمة السلبية السائدة التي تمتاز بها دول الشمال . خاصة تلك الأنظمة التي تمتلك حق النقض (  veto ) لتستخدمه على البلدان الناهضة , متنافيةً مع القانون و العلاقات و الأعراف الدولية , و مع العدل و المساواة , و مبادئ و قيم الديمقراطية التي تنادي وتصدح بها حناجر الشعوب الثائرة عندما تهب رياح التغيير على الأنظمة التوتاليتارية التي عبر هذه الأخيرة تحمي مصالح الدول صاحبة القوة في العلاقات الدولية . و بذلك تسعى هذه الدول للحفاظ على مصالح الأولى عبر السيطرة المطبقة على الحكم , و القرارات , و التحكم فيهما . و حماية الأنظمة من خلال عدة قنوات , و وسائل لاستمرار التبعية لعقود عديدة .

       لقد عملت الدول ذات الوزن الثقيل على إدخال الكثير من أعوانها في صفوف الثورات العربية , تجلّت عبر تجنيد الكثير من الأزلام لإفشال هذه الثورات , و على وجه الخصوص في الثورة السورية . لتبقى هذه الأخيرة رهينة بكل شيء لتلك لدول عبر أزلامها عندما صرحت لأكثر من مرة ؛ بأن الذي سيأتي بعد الأسد يجب أن يكون من العوائل العريقة في سورية . و أن  تربطه علاقات مميزة مع ملوك , و رؤساء أوروبا , و الولايات المتحدة الأميركية . غير مكثرين للتضحيات التي قدمها الشعب السوري من أجل حصوله على حريته , و استعادة كرامته التي سُلبت منه عبر مملكة آل الأسد . بدءاً من المقبور حافظ و حاشيته , و ليس انتهاء ببشار و حاشيته .

      إنَّ الطرق التي يتم بها انتقاء , و اختيار ممثلي الثورة من قبل أصابع غير ثورية , و غير سورية عند بدء تشكيل أجسام بمسماها ثورية , و بأفعالها , و نتائجها غير ثورية ؛ ما هي إلا التفاف على الأهداف التي هنف بها ملايين السوريين الثائرين , عبر إدخال شوائب في جسم , و مكون هذه العظيمة . و ليس آخرها الطريقة التي تمَّ بها اختيار رئيس و أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات في مؤتمر الرياض 2 تمهيداً للقبول بمؤتمر الإذعان و الخيانة ( سوتشي ) ؛ حيث تمَّ تعيينهم من قبل أصابع استخبارات إقليمية و دولية , فُرضت فرضاً , و لم يراعى فيها أي معيار ثوري , كما أنها لم تحترم الدماء التي قدمها ملايين السوريين لثورتهم و لسوريتهم , و لم تُنتخب , أو تُعين من قبل الثوار لتتكلل بالنجاح . فكانت هذه الغوغائية التي تمَّ بها انتقاء الأشخاص ؛ بعيدة كل البعد عن الثورة و روحها .

       إنَّ تهيئة أشخاص يعينون في الصفوف الأولى في المؤسسات الثورية كثيراً ما تتشابه , و تتقارب مع ما حصل قبل عدة عقود . عندما قاموا بتهيئة المقبور حافظ و اندساسه مع بعض رفاق له في صفوف الجيش السوري ليتمكن بعدها من تملك سورية بانقلاب عسكري باركه المجتمع الدولي إما بالسكوت و الرضى , أو ببرقيات التهنئة . ليبدأ عهد جديد من القمع , و السلطوية , و التفرد بالحكم المطلق . و لتبق التبعية هي المميز الوحيد الذي يسعى له أعداء الحرية و الكرامة في العالم .

      في خضم ما يجري , و يحاك ضد الثورة ؛ يجب أن يعدَّ السوريون الأحرار , و الثوار الشرفاء ؛ برنامجاً ثورياً سياسياً آنياً , و مستقبلياً ؛ بادئين فيه بتنقيح جميع القوى الثورية من الشوائب التي تشوب الثورة , و تطمس بريقها , عبر قطاع الطرق , و شذاذ الآفاق , و المتسلقين , و الرماديين , و أصحب السوابق من المترنحين , و اللاهثين إلى تسلم مناصب قيادية طعماً ببقاء الثورة في حالة ستاتيكية , بعيدةً عن النظرة المستقبلية التي يتطلع إليها الثوار بتحرير سورية , و بنائها بناءً يقوم على العدل و المساواة . باذلين جهداً مضاعفاً للضغط على الفصائل من أجل فتح معارك لفك الحصار عن المحاصرين من غير مساومات سياسية , أو إملاءات خارجية .

       فالتحرر الحقيقي من الارتهان الخارجي , و التبعية يكمن برفض الدعم الخارجي , و رفض أي امتيازات تقدم من الدول الضاغطة لأعضاء هيئة المفاوضات , أو لمن يقود فصائل عسكرية على الأرض في سورية إلا إذا كانوا مساهمين بعزل المجرم بشار , و تسليمه إلى الثوار لسوقه إلى المحاكمة العادلة لينال الجزاء الوفاق .

     إن القرار الحر يأتي للثوار , و للفصائل عندما ينقطع الدعم المالي . وقت ذاك يستطيع أن يتحرر كل  قائد فصيل من سلطة الوصاية , و الهيمنة الخارجيتين , و يعيد بنفسه , و بقراره ؛ ما سلبه و احتله منه تنظيم المجرم بشار , و ميليشاته الإرهابية .

    و الله ولي التوفيق                                                                   رئيس التجمع الوطني لقدامى الثورة

   و النصر لثورتنا العظيمة                                                                       مرهف الزعبي

  • Social Links:

Leave a Reply