عاشت مدينة معرة النعمان، ليلة من أقسى الليالي وأكثرها دموية، حيث الجثث متناثرة هنا وهناك، والنيران مشتعلة في كل مكان، أبنية هدمت فوق رؤوس ساكنيها.
أشلاء الأبرياء، رائحة البارود والموت تنتشر في الأصقاع، وكأنها ليلة القيامة، طائرات تلقي حقدها فوق المدنيين، وصواريخ عابرة من البحر تعبر عن سقاطة وقساوة وإجرام الروس تنهال على المدنيين.
ساعة كاملة والطائرات تتناوب في قصف الأحياء السكنية في المدينة، ساعة كاملة والمدنيون يتساقطون واحد تلو الآخر، ساعة كاملة والأمهات تبكي وتستنجد.
الأطفال يراقبون بصمت خافت، تقطعه إرتجافة الخوف و زفرات الفزع الرهيب، خوف من كل شيء، من الموت والحرق، من سقوط ذاك السقف على رؤوسهم، من البتر من الإعاقة، من فقدان الأهل، من الظلام، من تلك النيران المشتعلة، من رائحة البارود، من ذاك الظلام المحدق.
بالايمان تحدى أهالي المعرة تلك الصواريخ
انها معركة الحق ضد الباطل، معركة الفظاعة ضد الإنسانية.
منظر تلك الجثة الهامدة لمدني من أبناء مدينة معرة النعمان، بعد أن سقط عليه صاروخ غادر، وقبل أن يموت رفع سبابته ناطقا الشهادة، متوكلا على الله، متحديا قوة الروس، غير أبه بكثافة الصواريخ، متجاهلا النيران المشتعلة، يدل وبشكل صريح على أن معركتنا معركة حق ضد باطل.
ياله من مشهد يدمي القلب، مشهد يجعل قوة السماء كلها بين يديك، يقول أحد المنقذين: ” تدفعك قوة داخلية لا مثيل لها، للجري بشكل جنوني، للوصول إلى تلك الأحياء المستهدفة، رغم القصف وتحليق الطائرات، الأطفال والأمهات بخطر منهم من أصيب ومنهم من قتل وآخر قد تفحمت جثته، وآخر يئن تحت ركام منزله ويطلب النجدة.
جاءت تلك الطائرات بأمر من جنرالات الحرب من شاربي الدماء من أكلة البشر، ألقت قنابلها الملتهبة فوق رؤوس الأبرياء، قتلت وجرحت ودمرت وحرقت، وعادات إلى مربضها، تاركة الأهالي بين ألسنة النار وركام المنازل.
كل ذلك المشهد بتفاصيله ومازالت الدول العربية تغض البصر، والشعوب التي تدعي الإنسانية في ثبات عميق، وكأن مايحصل في إدلب لايمت لهم بصلة.
قبحتم أيها الأنظمة….قبحتم أيها الشعوب.
……ويستمر قتل السوريين
Social Links: