ضفادع إدلب..باقية وتتمدد..- عدنان عبدالرزاق

ضفادع إدلب..باقية وتتمدد..- عدنان عبدالرزاق

ضفادع إدلب..باقية وتتمدد..

عدنان عبدالرزاق

آخر خبر، اغتيال المقدم أحمد الجرو قائد شرطة الدانا الحرة بعبوة ناسفة بسيارته، والأخبار قبل الأخيرة، نحو 12 عملية اغتيال وتفخيخ بريف محافظة إدلب المحررة، شمال غرب سوريا خلال اليومين الفائتين، وما بين تلك الأخبار، بدء عمليات تبادل الأسرى بين “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام”، تطبيقاً لاتفاق الاندماج وتوحيد القوى وحل “جبهة النصرة” الذي وقعه الفرقاء قبل أيام.

وثمة متفرقات، من قبيل، إلقاء القبض أمس السبت، على ثلاث خلايا متورطة بعلميات الاغتيال الأخيرة، ونجاة السعودي “عبد الله المحيسني” أول أمس الجمعة، من عملية استهدفت سيارته عبر عبوة ناسفة قرب مدينة “سراقب”، واستهدافات وصلت لإطلاق نار على مصلين خارجين من المساجد في غير مكان بمحافظة إدلب.

ولو عدنا سريعا، لما قبل الاتفاق الذي وقعه “الإخوة الأعداء” بإدلب الأسبوع الفائت، وتحديداً لآخر مواجهة فيما بين الفصيلين، سنجد مقتل 926 شابا، خلفوا وراءهم نحو 700 أرملة شابة و700 أم ثكلى وما لا يقل عن 1500 طفل يتيم، فكم ياترى يبلغ عدد القتلى والأيتام والثكالى، الذين قضوا وتوجعوا على أيدي من يعتبر نفسه “الثورة” بل والوصي المطلق عليها.

قصارى القول: ترى لماذا كثرت حالات الاغتيال ونشطت “الخلايا النائمة” مجرد إعلان الاتفاق بين الفصيلين الأكبر بالشمال السوري المحرر؟!

ربما الإجابة السهلة والسريعة، أن ثمة من لا يناسبه أن تتفق الفصائل لتتفرغ لمواجهة شبيحة الأسد والميليشيات المساندة التي تزحف بريف حماة إلى ريف حلب الغربي وإدلب، ولا بد من إشعال الفتنة فيما بين تلك الفصائل، أو بينها وبين الأهالي، ليعود الاقتتال والقتل والإلهاء عن مواجهة “جنود الأسد”.

وقد من إجابة أكثر صعوبة، إن ربطنا ما يجري بتدخل تركيا وفرضها حل “جبهة النصرة” والمصالحة بين الفصيلين..وإلا…

فانبرى من لا يناسبه الانضباط، حتى من قادة الفصيلين، فأرسلوا عبر الدم رسائل، لمن يهمهم الأمر، إننا “هنا” لنا وليس إلانا من يستطع ضبط الأداء وحقن الدماء.

أما الإجابة المركبة والأكثر صعوبة، فهي توافق الطرفين السابقين، خلايا نائمة ومرتبطة تسعى لإبقاء الاقتتال كي لا يتفرغ المسلحون لمواجهة الأسد وقادة، أو بعض قادة، تلك الفصائل الذين “سينقطع رزقهم” وتتراجع سطوتهم، مجرد انضووا تحت لواء تنظيم واضح أو اتفاق معلن.

وإضافة لهذين الطرفين، يأتي المرتبطون بالخارج، من الخليج إلى إيران والنظام، وصولاً لأوروبا وواشنطن، فهم يتقاضون بالدولار مقابل قيامهم بأدوار وظيفية محددة وبأوقات معينة.

بمعنى بسيط، الأرجح أن توافق مقاتلي شمال غرب سوريا، لا يتوافق مع أجندات دول المنطقة ويتناقض مع مخططات الغرب، التي ترى أن الوقت لم يحن بعد، لأي انتصار أو توافق، أو ربما طمأنينة واستقرار التواجد التركي بالمنطقة.

نهاية القول: بالوقت الذي سعت خلاله تركيا لإبعاد مشاكل ريف إدلب الذي دخلته قواتها، خلال فترة الانتخابات البرلمانية والرئاسية على الأقل، وتمتين هذه الخاصرة الرخوة لئلا تنعكس على داخلها بمفاجآت أو أن يستغلها الأسد وطهران ويتمددوا لريف إدلب، بهذا التوقيت وفور إلزام تركيا الفصائل بالاتفاق، ظهرت أحداث من نوع جديد بريف إدلب، ربما لم يشهدها خلال سبع سنوات الثورة.

فأن تعم الاغتيالات جميع مدن وأرياف المحافظة، ففي ذلك مؤشر على اختراق وكبير، بل وثمة “ضفادع” صامتة تنتظر الإشارة للقيام بما أوكل إليها.

ولنقرب المشهد ببضع كلمات، هل يعلم أهل إدلب عدد الموظفين بينهم، والذين لا زالوا يتقاضون أجورهم من النظام حتى اليوم؟!

وهنا لا نشكك أو نعمم، بقدر ما ننبه لبعض من لم يزل يرى بالنظام الحامي والمطعم والكاسي، ويذهب شهريا لمدينة حماة ليتقاضى مرتبه، وربما يلتقي ويتلقى تعليمات.

وأما الأهم، فهؤلاء الذين صدرهم الأسد باسم المبعدين عبر الباصات الخضراء، إن كانوا بلحى أو بسراويل جينز، فمن له أن يتأكد من عدم ارتباطهم بالأسد، أو يثبت أنهم لم يزجوا مع أهلنا المهجرين، ليقوموا بدورهم حينما تحين الفرصة.. وربما اليوم حانت أو اقتربت.

إذا، المنطق يقول إن محافظة إدلب المحررة، فيها من تمثيل الدول الخارجية الممولة، عبر منظمات وأفراد، من يؤتمر بأوامرها لمنع كل ما يتناقض وخططها، ومن شبيحة النظام الذين يعتمد عليهم لتأمين الغذاء وحفظ أمن “الفوعة وكفريا” ويخلق الفتنة والفرقة كلما لاحت بوادر توافق بين المقاتلين.

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 717x267px.

وربما الأخطر، أن إدلب وحتى الآن، فيها من أصحاب اللحى والقناع واللثام، من لم يفصح عن هويته أو يكشف عن وجهه وهدفه حتى اليوم، لهذا كله، تبقى إدلب قنبلة الثورة الموقوتة، يفجرها الخارج وأصحاب المصلحة أنى شاؤوا، لتتحول إلى “تورا بورا” وتحطم أي حلم لإعادة ألق الثورة وتجدد حلم السوريين.

  • Social Links:

Leave a Reply